أنت هنا

16 ذو الحجه 1428
المسلم - وكالات

روجت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لخبر تسلم المالكي لما يسمى بقانون "العفو العام" عن معتقليها ومعتقلي الاحتلال الأمريكي، من مجلس القضاء الأعلى والادعاء العام، ‏لعرضه بدوره على مجلسي الوزراء والنواب.‏
وأعلن صادق الركابي المستشار السياسي للمالكي أنه بعد مناقشة مشروع ‏القانون في مجلس الوزراء سيتم تقديمه كاقتراح إلى مجلس النواب لمناقشته ‏قبل إقراره بصورة تشريعية، ثم يرفع بعد ذلك لمجلس الرئاسة للتصديق ‏عليه. ‏
وبحسب وكالة أصوات العراق فإن مستشار الأمن القومي موفق الربيعي قد ‏ادعى وجود 50 ألف معتقل عراقي من بينهم 26 ألفًا لدى قوات الاحتلال ‏الأمريكية، زاعمًا أنه سيتم إطلاق ثلثيهم على وجه التقريب .‏
وتحدثت وجدان سالم ميخائيل وزيرة حقوق الإنسان العراقية عن وجود "معايير تم ‏تحديدها لإصدار قانون العفو العام الجديد منها عدد المعتقلين ونسبة الذين ‏سيستفيدون من قرار العفو العام والموقف من الحق الخاص والعام" .‏
وزعمت أن الإجراءات تجري بشكل جيد، وأن هناك "عفو عام" سيتم إعلانه ‏قريبًا. ‏
وتزعم الآلة الإعلامية الأمريكية أن قوات الاحتلال الأمريكية بالتعاون مع ‏الحكومة العراقية الشيعية قد بدأوا منذ سبتمبر الماضي في تنفيذ برنامج ‏يهدف لإطلاق سراح من لم تثبت إدانته من المعتقلين في سجون الطرفين.، لاسترضاء بعض القبائل السنية بالعراق التي لاتستهدف الاحتلال وأعوانه .
وسبق لقادة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية الموالية له أن أعلنوا عن ‏صدور العفو قبل عيد الأضحى المبارك، دون الإفراج عن معتقل واحد حتى ‏الآن .‏
وطالب أحد الخبراء القانونيين بالعراق حكومة المالكي بالالتزام بالدستور ‏العراقي القاضي بإطلاق سراح أي معتقل خلال 24 ساعة إذا لم تثبت ‏إدانته، مؤكدًا على أن استمرار اعتقاله يعد مخالفة قانونية للدستور، مشددًا ‏على ضرورة إنهاء معاناة المعتقلين وأن تأخذ العدالة مجراها. ‏
ومن جانبه وصف النائب العراقي عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ‏التأخير في إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء بأنه سيؤثر سلبًا على مجمل الأوضاع في العراق وبخاصة المصالحة الوطنية، في إلماحة منه إلى أن الإفراج لن يكون عامًا بل سيكون انتقائيًا . ‏
وطالب عثمان حكومة المالكي "بتعويض المعتقلين الأبرياء"، مؤكدًا على أن ‏الأمر لا يحتاج إلى مجلس النواب ولا إلى قرارات قضائية وأن إطلاق ‏سراح المعتقلين لا يحتاج سوى لقرار حكومي. ‏
وأشار عثمان إلى "أن الكثير من المعتقلين لم يحقق معهم، وهناك معتقلون لم ‏توجه تهم إليهم وهذا أمر خطر وعندما يطلق سراح هؤلاء الأبرياء يجب أن ‏يعوضوا".‏
ومن جهته قال النائب عبد الكريم السامرائي عضو جبهة التوافق: "إن ‏البريء لا يحتاج إلى عفو عام بل يحتاج إلى أن يخرج ولا يمن عليه أحد ‏بل يجب أن يعوض عن كل الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت به ‏وبعائلته وهناك عشرات الآلاف من الأبرياء لم يقدموا إلى المحاكم هؤلاء ‏يجب أن يطلق سراحهم". ‏
وظهرت على مدار العامين الماضيين صور لعشرات العراقيين المعتقلين في ‏سجون قوات التحالف وهم يتعرضون للإهانة والتعذيب، إضافة لسجن حي ‏الجادرية الذي يتعرض المعتقلون فيه للتعذيب، في الوقت الذي أثبتت فيه ‏زيارات، قام بها نواب عراقيون، وقوع أعمال تعذيب وإهدار للكرامة ضد ‏السجناء.‏
يشار إلى أن حكومة المالكي كانت قد أعربت عن سعادتها جراء إطلاق ‏قوات الاحتلال الأمريكية لسراح تسعة إيرانيين قد اشتبهت فيهم أمنيًا قبل ‏أشهر قليلة، ودون إصدار تشريع برلماني للعفو عنهم .‏