السؤال
اختلاط المال الحلال بالحرام هل يمنع إجابة الدعاء؟ وهل حديث الأعرابي الذي يطيل السفر، هل يفهم من الحديث أن ماله كله حرام، أو قد يكون مختلطاً؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فاختلاط المال الحلال بالحرام يخشى أن يكون مانعاً من إجابة الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص لما قال: يا رسول الله ادعوا الله أن يجعلني مستجاب الدعوة قال: "يا سعد أَطِب مطعمك تكن مجاب الدعوة" أخرجـه الطبراني في الأوسط كما في مجمـع البحـرين (5526).
والواجب على الإنسان في مثل هذه الحال أن يتخلص من المال الحرام، فإن كان يعلم صاحب الحق فإن عليه أن يوصله إليه بنفسه، أو بوكيله، وإن كان لا يعلم فإنه يخرج مقدار هذا المال الحرام، وينفقه في المصالح العامة، كالمساجد والفقراء وطلبة العلم وغيرها، بنية التخلص منه، وعند ذلك يكون مستجاب الدعوة، وأما الرجل الذي ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه "أنى يستجاب لذلك" رواه مسلم (1015) فهو رجل تلبس بالحرام أكلاً وشرباً ولباساً وتغذية، فهذا التلبس بالحرام منع من استجابة الدعاء مع وجود أسباب قبول الدعاء التي تلبس بها، وهو كونه: يطيل السفر، وكونه أشعث أغبر، وكونه يمد يديه إلى السماء، وكونه يتوسل إلى الله بربوبيته [يا رب، يا رب] فهذه الأسباب الأربعة عارضها هذا المانع القوي، وهو التلبس بالحرام، كما سبق.
والله ولي التوفيق.