25 ربيع الأول 1424

السؤال

بعد تفجيرات الرياض التي استنكرها أهل العلم والدعوة شنت بعض الصحف حملة شعواء على العلماء والدعاة حتى طال الهجوم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولمز أتباعها بالتطرف والغلو .<BR>والسؤال / هل يجوز إطلاق مصطلح الوهابية على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهل تحمل دعوة الشيخ فكراً جديداً يخالف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهل يعد من ينتقده منتقداً لمنهج السلف الصالح نرجو الإيضاح ، وما حكم من يسلك هذا المسلك في نقد دعوة الشيخ محمد وأتباعه ؟

أجاب عنها:
عبد العزيز الراجحي

الجواب

الحمد لله رب العالمين : ما ذكره السائل من تطاول بعض الناس على المؤمنين وأهل الخير وعلى الدعاة والعلماء فهذا الحدث استغله هؤلاء مرضى القلوب هؤلاء الذين يتكلمون على الهيئات في الصحف وغيرها وعن تطوير المناهج ويقدحون في رجال الدعوة، فهؤلاء مرضى قلوب يخشى عليهم من النفاق، بعضهم منافقون وبعضهم فسقة، وبعضهم ضعفاء إيمان، وبعضهم يوافقون الناس في آرائهم وهم لا يعلمون، وقال لي أحد الإخوان أن الأمير نايف وفقه الله عُقِدَ معه مؤتمراً صحفياً وأنه سأله أحد الصحفيين فقال له: ألا تُلغى الهيئات التي تفرخ الإرهاب؟ قال له: ما اسمك قال: فلان. قال: نأسف أن تكون مواطناً سعودياً وأنت عندك هذه الأفكار فهذا جواب موفق من سمو الأمير نايف، فالهيئات كغيرها من أجهزة الدولة، الدولة هي التي أنشأتها، فهذا جواب طيب، وأنا أقول إن هذا الشخص ينبغي أن يحاسب ويبين له إن كان مغرراً به وإن كان متعمداً فينبغي أن يؤدب، فالمقصود أن هذا التطاول من بعض الفساق إما أن يكون في قلوبهم مرض من المنافقين وإما أنهم فساق لا يبالون أو أنهم مغرر بهم. والسائل يقول: إن هذا الهجوم على أهل الدعوة طال حتى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – ولمزهم بالتطرف والغلو إلى هذا الحد، دعوة الشيخ محمد دعوة سلفية يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة . وقد انتقدت دعوة الشيخ حتى في زمانه فقيل: إنهم يكفرون الناس، وقد قال – رحمه الله – وكذلك أتباعه من علماء الدعوة لما قيل لهم إنكم تكفرون الناس على العموم قالوا: سبحانك هذا بهتان عظيم، ونحن نقول: لا نكفر إلا من أجمع العماء على تكفيره، حتى إنه لا يكفر تارك الصلاة – انتهى كلام الشيخ محمد رحمه الله – ومع ذلك خصومه يقولون إنه يكفر الناس على العموم، كل هذا مما يذكره خصوم الدعوة، هؤلاء الذين يتكلمون في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا شك أن في قلوبهم مرضاً فعليهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل ويجب أن يحاسبوا على كلامهم، دعوة الشيخ امتداد لدعوة السلف الصالح لا غبار عليها وهذا يعرفه العامة والخاصة، فالواجب على كل مسلم أن يمسك لسانه ويحبسه عن الكلام الذي يهوي به في النار وقد ثبت في الحديث الصحيح "أن الرجل ليتكلم بكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالأً تهوي به في النار سبعين خريفا" أخرجه البخاري (5997) ومسلم (5304) فعلى المسلم وطالب العلم أن يتقي الله وأن يتمسك بدينه وأن يعلم أنه على الحق وأن دين الله حق وأن دين الله منصور وأن الصراع بين الحق والباطل لا بد منه، وعليه أن يعتز بدينه وأن يعلم أن ما يقوم به هؤلاء الأعداء وهؤلاء الفساق وهؤلاءالذين في قلوبهم مرض الذين يتكلمون في الهيئات وفي تطوير مناهج التعليم أي بتغييرها وإضعافها أو ضم بعضها إلى بعض، هذا لما في قلوبهم من المرض فنسأل الله أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته ونسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لكبح جماح هؤلاء الذين يتهجمون، أسأل الله أن يوفقهم لمنع هذه الهجمة الشرسة وكثير من الصحفيين الذين يهاجمون الهيئات ومناهج التعليم وأهل الخير و حلقات التحفيظ ويقولون: إنها تفرخ الإرهاب، معنى هذا منع حفظ القرآن، فهؤلاء لا يصرحون بكفرهم، كيف تكون مدارس تحفيظ القرآن تفرخ الإرهاب حتى إن بعضهم سحب أبناءهم من مدارس تحفيظ القرآن، هذه من البلايا والمصائب ، هذه فتن آخر الزمان، ونسأل الله الثبات على الحق، فهؤلاء الفساق يجاهَدون بالدعوة إلى الله والإنكار عليهم، المنافقون يجاهَدون، الكفار يجاهَدون والفساق يجاهَدون والشيطان يجاهَد، والنفس تجاهَد بتعلم العلم الشرعي ثم بالعمل ثم بالدعوة ثم الصبر على ذلك، وجهاد الشيطان بدفع وساوسه ودفع الشبهات والشهوات، وجهاد المنافقين برد باطلهم وشبهاتهم، وجهاد الفساق بالرد عليهم، فلا بد من الجهاد، فيرد الإنسان الباطل وينكر المنكر على من تكلم بالباطل ويدافع عن الحق، وعن الأئمة وعن العلماء وعن أهل الخير، وعن الدعوة السلفية كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ونسأل الله أن يعز الإسلام وأهله وأن يذل الشرك وأهله، وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن ينصر بهم الحق وأن يقمع بهم الباطل وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.