29 محرم 1425

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم<BR>والصلاة والسلام على خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم.<BR> <BR><BR>ما حكم كلمة "حتى" في الآية الكريمة "وليسستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله". هل هي تاكيدووعد من الله سبحانه بجزاء الصابرمن فضله. وهل هذا الفضل في الدنيا؟ وماهو هذا الفضل هل هو زوج لمن لا زوج لها أو زوجة لمن لا زوجة له؟ <BR>جزاكم الله عنا كل الجزاء<BR>

أجاب عنها:
د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد. ففي هذه الآية المباركة يأمر الله عباده المؤمنين بالاستعفاف، أي طلب العفاف إلى غاية حصول الغنى بالحلال عن الحرام وتيسُّر النكاح المباح، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال عكرمة: هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي، فإن كان له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها، وإن لم يكن له امرأة فلينظر في ملكوت السماوات والأرض حتى يغنيه الله. وقوله تعالى (حتى يغنيهم الله من فضله) هو كقوله في الآية السابقة ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله )، قال القرطبي رحمه الله: وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلب رضا الله واعتصاما من معاصيه، وقد قيل يغنيه؛ أي يغني النفس، وقد قيل: ليس وعدا لا يقع فيه خلف؛ بل المعنى أن المال غاد ورائح فارجوا الغنى، وخير تفسير لهذه الآية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة حق على الله عونهم؛ الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله ) أخرجه الإمام أحمد الترمذي والنسائي وابن ماجة بسند صحيح ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : وأما ما يورده كثير من الناس على أنه حديث:" تزوجوا فقراء يغنكم الله " فلا أصل له، ولم أره بإسناد قوي ولا ضعيف إلى الآن وفي القرآن غنية عنه، والله تعالى أعلم .