9 ذو الحجه 1428

السؤال

أحدثت امرأة في أثناء الطواف فاستحيت أن تخبر رفقتها وأكملت طوافها وأخبرت أهلها فيما بعد، فماذا عليها؟

أجاب عنها:
سليمان العلوان

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم الجواب : طواف المرأة صحيح ولا شيء عليها، والحدث الأصغر لا يمنع الطواف بالبيت، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المحدث عن الطواف، وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع، والحديث المشهور ( الطواف بالبيت صـلاة إلا أنكم تتكلمون فيه ) لا يثبت رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قـال أبو عيسى الترمذي رحمه الله في جامعه عقب رواية الحديث ( 960 ) : وقد رُوي هذا الحديث عن ابن طاووس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً، وهـذا المحفوظ فقـد رواه عبـد الـرزاق في المصنف ( 9789 ) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس موقوفاً ورواه برقم ( 9790 ) عن ابن جريج قال: أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس ، ورفعه عطاء بن السائب عن طاووس، تراه في جامع الترمذي والمنتقى لابن الجارود وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان، وفي رفعه نظر، والصحيح عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً وعبد الله بن طاوس في أبيه أصح من عطاء فتقدم روايته على رواية عطاء ، وقد قال شعبة بن الحجاج: سألت حماداً ومنصوراً وسليمان عن الرجل يطوف بالبيت على غـير طهـارة فـلم يروا به بأساً ، رواه ابن أبي شيبة في المصنف ( 3 / 295 )، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الفتاوى ( 26 / 199 ) . وقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ( توضأ للطواف ) فهذا دليل على سنية الوضوء ولا خلاف في ذلك ، والنـزاع إنما هو في الوجوب، ولم أجد دليلاً عليه إلا في الحدث الأكبر فقد جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: ( افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري ) ،والله أعلم .