19 ذو الحجه 1433

السؤال

فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى ،<BR>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،<BR>السؤال :أمي تأمرني بحلق اللحية بدعوى الأمن، لأن الأمن في مصر متشدد إلى حد ما فما حكم ذلك ؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا يجوز لك أن تطيع أحداً من البشر في معصية الله، ولو كانا والديك؛ قال سبحانه:{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}( لقمان: من الآية15).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) أخرجه أحمد والحاكم من حديث عمران بن الحصين بسند صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم:( إنما الطاعة في المعروف)أخرجه البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه.
وفي رواية بلفظ (لا طاعة لأحد في معصية الله إنماالطاعة في المعروف).
وعليك ببر والدتك والإحسان إليها، وعدم الدخول في جدل معها، وما ذكرته والدتك فيه شيء من المبالغة؛ فآلاف الشباب في مصر يعفون لحاهم ولم يصبهم شيء بفضل الله تعالى، وإن حصل لك مضايقة حسية أو معنوية فذلك في سبيل الله، قال الله تعالى: (ألم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:1، 2).
وقال سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214).
وقال سبحانه: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ،أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِالْعَالَمِينَ) (العنكبوت:10).
وقال صلى الله عليه وسلم:( أشدّ الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل) أخرجه البخاري في صحيحه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.