10 ربيع الأول 1425

السؤال

ما حكم قراءة القرآن للحائض ؟

أجاب عنها:
سليمان العلوان

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد ذهب الإمام مالك وأحمد في إحدى الروايتين والطبري وابن المنذر وابن القيم وأئمة آخرون إلى جواز قراءَة الحائض للقرآن وهو المختار، فلم يثبت دليل بالمنـع، والأصـل الجواز وعدم شغل الذمة بدون دليل صحيح . ونحن نعلم أن النساء تحيض ونعلم أن قراءَة القرآن من أفضل القربات وأعلى المقامات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أمته على قراءَة القرآن، وعلى استذكاره وتعاهده، ولا نعلمه صلى الله عليه وسلم استثنى الحائض من ذلك. وحديث( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) ضعيف بالاتفاق؛ رواه الترمذي(131) وابن ماجه(595) من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وإسماعيل بن عياش ضعيف الحديث عن أهل الحجاز والعراق، وقد روى هذا الحديث عن موسى بن عقبة وهو مدني . قال الإمام البخاري رحمه الله: "إذا حدّث إسماعيل عن أهل بلده فصحيح وإذا حدّث عن غيرهم ففيه نظر"، وقال عبد الله بن الإمام أحمد: " سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا باطل و أنكره على إسماعي بن عياش " وقال شيخ الإسلام في الفتاوى(21/ 460):هو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وقد ذهب إليه بعض الفقهاء فمنعوا الحائض من قراءة القرآن . وقالت طائفة يجوز للحاجة . والصحيح الجواز مطلقاً غير أنها لا تمس القرآن بدون حائل والله أعلم .