20 ذو الحجه 1433

السؤال

بعض المسلمين يقولون: إنه يجوز بناء المرافق العامة، مثل: المساجد والمدارس والمستشفيات فوق القبور في المذهب الحنفي ، واستدلوا بأن في صحن الحرم المكي أي المكان الذي يطوف عليه المسلمون قبر أو قبور، والذي أعلمه والعلم عند الله أنه لا يجوز البناء فوق القبور؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء .

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فنشكر لك اهتمامك وحرصك على تطبيق تعاليم دينك، وننصح لك بالحكمة في التعامل مع هؤلاء مع الحزم، وعدم التأثر بما هم عليه من بدع وضلالات، وأما إجابة سؤالك، فنقول :
أولاًً: ليس صحيحاً أن المذهب الحنفي يجيز بناء المساجد على القبور، وإنما هناك عدد من الذين يقيمون المساجد على القبور من أتباع المذهب الحنفي، وفرق بين الأمرين.
ثانياًً: ليس صحيحاًً أن في الكعبة أي قبر، وهذه دعوى يروجها بعض الجهال ليروجوا بها بدعتهم، والأمر صريح التحريم.
ثالثاًً: إن المسألة لا تتعلق بخلاف في مسألة فقهية فلا علاقة لها بالمذهب؛ لأن جميع أئمة المذاهب متفقون على وجوب الالتزام بالسنة والتحذير من البدعة، والأحاديث صريحة في لعن اليهود والنصارى الذين بنوا المساجد على قبور صالحيهم، ومنها قوله _صلى الله عليه وسلم_: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"،أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ . وعن عائشة وعبد الله بن عباس _رضي الله عنهما_ قالا: " لما نزل برسول الله _صلى الله عليه وسلم_ طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك:" لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر مثل ما صنعوا "، أخرجه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس _رضي الله عنه_ قال:" لعن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج"،أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وسنده حسن بشواهده. وفقك الله وسددك وأعانك على نشر السنة وقمع البدعة.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.