5 شوال 1425

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم <BR>ساهم والدي في بنك قبل ثلاث وعشرين سنة، وقد أباح عدد من المشائخ الاكتتاب في هذا البنك، ولقد كانت قيمة الاكتتاب ثلاثمئة ريال(ثلاثة أسهم)، وبعد خمس سنوات أو سبع عرض أحد أقارب والدي شراء أسهمه ولكنه رفض، وبعدها أصبح والدي لا يعلم شيئاً عن الأسهم، وقد يأس من الوصول إلى الشركة، وبعد أن قمت قبل شهر تقريباً بإجراء اتصالات على عدة بنوك تبين لي أن البنك قد اندمج مع أحد البنوك الربوية قبل خمسة سنوات تقريباً، وقد حصلنا على شهادات جديدة من البنك الربوي، وحصلنا على أرباح السنوات الفائتة، وهي ألفين ومئتين تقريباً، وزادت الأسهم من ثلاثة إلى أحد عشر سهماً؛ وذلك نظرا لمعادلة الاندماج على حسب ظني، وقيمة السهم الآن ستمئة ريال.<BR>السؤال هو: ما حكم الأرباح التي حصلنا عليها؟ وهل فيها زكاة؟ وأيضاً ما حكم هذه الأسهم، وهل هي حلال؟ وأيضاً هل فيها زكاة وما مقدارها؟ نظراً لأن والدي يريد بيعها والاكتتاب بقيمتها في شركة الاتصالات الجديدة.. أرجو الإجابة عاجلاً وجزاكم الله خيراً .<BR>

أجاب عنها:
د. محمد العصيمي

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: بعد الاتصال على السائل، ومعرفة البنك، فلم يظهر أنه بنك إسلامي، ولا يتوقع أن يفتي في حل المساهمة فيه أحد، ولعل الأمر التبس على والد السائل. وعل العموم، فأرى أن السؤال من شقين: الشق الأول: يتعلق بالأرباح. الشق الثاني: يتعلق بقيمة السهم السوقية. أما الأرباح، فيجب فيها أولاً الزكاة، حيث إنها لم تزك عن السنوات السابقة مع أنها لمالك الأسهم وهو الذي لم يستلمها، ويجب أن يتحرى الشخص فيها الدقة. وبعد إخراج الزكاة أرى أن يتصدق بما يغلب على ظنه أنه جاء من سبب الربا في عمل البنك، والإحصاءات تدل على أن البنوك تربح في المتوسط ما مقداره 70 إلى 80 % بسبب الربا، في ظل أسعار فائدة مرتفعة مثل المدة التي يتحدث عنها السائل. وعليه، فأرى أن يخرج 75% من باقي المبلغ بعد إخراج الزكاة. أما قيمة السهم، فأرى أن يبيع الأسهم، ويخرج من قيمتها ما يغلب على ظنه أنه بسبب عمل البنك الربوي. وله أن يأخذ ما يغلب على ظنه أنه بسبب زيادة مؤشر سوق الأسهم وبسبب أعمال البنك الأخرى المباحة، وعليه أن يتحرى في ذلك. وقد يكون من المناسب إخراج ربع أو ثلث ثمن الأسهم بعد بيعها. وله أن يتصدق بها على قريب محتاج، ما لم يكن ممن يجب عليه الإنفاق عليه. والله _سبحانه وتعالى_ أعلم وأحكم.