السؤال
كثيراً ما أرى من إخواننا المسلمين من يرفع السبابة عند الأذان، وبالتحديد قول: "أشهد أن لا إله إلا الله" و "لا إله إلا الله" وعند الإقامة إيضا كما سبق في الأذان، فما قولكم؟ جزاكم الله خيراً
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فرفع السبابة عند الأذان والإقامة بخصوصها لم يرد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_، وبناء عليه فلا يشرع، والقاعدة عند العلماء أن ما انعقد سببه في عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_، ولم يفعله فلا يشرع فعله، ومن فعله فقد شرع في دين الله ما لم يأذن به، وثبت في الصحيح عن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وقد ورد عنه _صلى الله عليه وسلم_ رفع السبابة في جلسة التشهد وفي خطبة الجمعة، ولم يرد عنه في غير هذه المواضع، أما رفع السبابة عند ذكر كلمة التوحيد فهذا له أصل شرعي، فقد ورد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال في خطبته في حجته يوم عرفة : وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت, وأديت, ونصحت, فقال بأصبعه السبابة ورفعها إلى السماء ينكتها إلى الناس: اللهم أشهد, اللهم أشهد, اللهم أشهد. متفق عليه.
وهذا يدل على جواز رفع السبابة عند كلمة التوحيد، ويشترط في مشروعيتها أن يكون بدون التزام أو اعتقاد مشروعيتها في وقت أو مناسبة معينة بدون أصل شرعي خاص، قال في مطالب أولي النهى: (ويشير بسبابة ) يده ( اليمنى ) بأن يرفعها ( من غير تحريك) لها. سميت بذلك لأنه يشير بها للسب، وسبابة لأنه يشير بها للتوحيد ( في تشهده ودعائه مطلقا ) , أي : في الصلاة وغيرها (عند ذكر ) لفظ الله _تعالى_ لحديث عبد الله بن الزبير مرفوعا "كان يشير بأصبعه ولا يحركها إذا دعا" رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وأصله في مسلم بدون ولا يحركها إذا دعا. وعن سعد بن أبي وقاص قال : "مر علي النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنا أدعو بأصبعي . فقال : أحد أحد وأشار بالسبابة" رواه النسائي وصححه الحاكم وحسنه الترمذي.
وظاهر كلامهم: لا يشير بسبابة اليسرى ولا غيرها ا.هـ. (شرح منتهى الإرادات .1/210) ، عن عمارة بن رؤيبة قال رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه، فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة .أخرجه مسلم ،صحيح مسلم ج2/ص595 وهذا يدل على مشروعيتها عند قول كلمة الوحيد ، والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.