هاري بوتر .. وإفلاس التربية الغربية
24 ذو القعدة 1428
د. خالد رُوشه

لست بحاجة في بداية مقالي أن أعرف القراء بهاري بوتر تلك الشخصية - التي اخترعها الإعلام الغربي وكتبتها الكاتبة الانجليزية(ج. ك. رولنغ ) - والتي صارت في كل مكان الآن سواء ككتاب بيع منه مليون نسخه وزيادة , أو كفيلم سينمائي ربح ملايين الدولارات , أو كألعاب للأطفال بيع منها آلاف مؤلفة من النسخ , أو كصور ومجسمات وغيرها تصور صورة ذلك الفتى هاري بوتر وشخصيات القصة التي أصبحت الأشهر عالميا , ومن ثم تناقلتها قنواتنا الإعلامية وتاجر فيها تجارنا المسلمون ووجدناها في مدارسنا ونوادينا وبيوتنا بلا استئذان !!
أستطيع بكل وضوح أن أعتبر قصة هاري بوتر دليلا على إفلاس المناهج التربوية الغربية وركونها إلى الجانب الفارغ من الترفيه الرخيص , كما أستطيع بكل وضوح أيضا أن أعلن أن الفراغ النفسي والروحي عند أطفال العالم يكاد يصرخ من التهميش والعبثية ..
قصة بوتر قائمة على شىء حرمه الله في ديننا الحنيف ولعن فاعله ذلك الشىء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول " ولا يفلح الساحر حيث أتى " , وهو ما نربي عليه أبناءنا منذ نعومة أظفارهم إذ إن السحر كله شر ولا ينبني إلا على الشر والقبح ولا يصير الساحر ساحرا إلا إذا عصى ربه .
أستطيع بكل وضوح أن أعتبر قصة هاري بوتر دليلا على إفلاس المناهج التربوية الغربية وركونها إلى الجانب الفارغ من الترفيه الرخيص
السحر أيضا مبني على الكذب إذ إن أصل قيامه على التخيلات المصطنعة والكذب المختلق والأوهام والخيالات , و السحر مرتع خصب للشياطين , يسعون به في الأرض فسادا ويفرقون به بين المرء وزوجه ويضرون به ولا ينفعون أبدا , " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ..الآيات "
هذا كله وأضعافه نستطيع أن نقوله عن هذا الشىء الخبيث المسمى بالسحر ولكن المقام لا يتسع لذلك ...
قصة بوتر إذن معتمدة بالأصالة على السحر , فهي ترفع مقامه , وتقدم لنا بطلا هماما عمله هو السحر , وتقدمه لأبنائنا على أنه من دعاة الخير وأنه عن طريق السحر قد حارب الشر ..
وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارىء على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها :
أولا : القصة تقدم نموذجا للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير هاري بوتر , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية لإلهاء الأطفال ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم ( سوبر مان ) و ( بات مان ) و( هرقل ) وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال ! وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه .