29 ربيع الأول 1428

السؤال

أثناء الصلاة وعند الركوع ينزل ثوبي أسفل من الكعبين وأتركه, لكن عند القيام أو الرفع من الركوع يكون ثوبي فوق الكعبين، أو عند مستواهما، فهل يدخل ذلك في الإسبال المحرم، وهل علي رفع الثوب وأنا راكع؟<BR><BR>بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد. فقد ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قوله: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار», وقوله: «من جر ثوبه خيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة . فقال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي ، إلا أن أتعاهد ذلك منه ؟ فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : إنك لن تصنع ذلك خيلاء». لذا فإن كون الثوب أسفل الكعبين محرم يأثم صاحبه إذا كان لبسه الثوب اختياراً، وهو بهذه الصفة. والاعتبار في حال الوقوف أو المشي, أما ما عدا ذلك كالركوع أو الجلوس ونحو ذلك فلا اعتبار لطول الثوب وقصره, فلا يدخل في النهي الوارد في الحديث. ونظراً لتساهل كثير من الناس في هذا الأمر فعلى طلاب العلم والمربين والدعاة وأولياء الأمور تنبيه الناس وتعليمهم وتربيتهم على السنة وعدم التساهل في ذلك تتبعاً لترخيص بعض المترخصين وتأويل بعض المتأولين وتهاون بعض المتساهين, فإن عمر _رضي الله عنه_ رأى رجلاً يجر ثوبه، وذلك بعد أن طُعن وهو في صلاة الفجر, فنصح ذلك الرجل وأمره برفع ثوبه, ولم تشغله حاله وحال الأمة في هذه المدة العصيبة من أن يدل هذا الرجل على التزام السنة ويحذره من مخالفتها, فرضي الله عنه وأرضاه لقد أتعب من جاء بعده كما قال علي _رضي الله عنه_. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.