18 جمادى الثانية 1428

السؤال

أنا شاب من إحدى الدول العربية، تزوجت منذ حوالي 7 سنوات ورزقني الله بطفل، ثم بطفلة، غير أن هذه الطفلة بعد ولادتها أخذت حالتها الصحية في التدهور شيئاً فشيئاً، ولم يفهم الأطباء سبب ذلك، وبعد إجراء التحاليل في مخبر خاص بفرنسا تبين أن لها هرموناً تفرزه قبل أوانه ويتسبب هذا الهرمون في الجفاف، فوصفوا لها الدواء المناسب. إلا أن الدواء يؤخذ بجرعات متفاوتة حسب حالتها الصحية. أي أنها تبقى دائماً تحت رقابة الطبيب، ومخبر التحاليل الذي يعطي النتائج بدقة موجود في فرنسا فقط، وبتكاليف باهظة، وقد أدى ذلك إلى وفاة المولودة بعد سنة تقريباً، وقام الأطباء في فرنسا بإجراء التحاليل للوالدين لمعرفة السبب؛ فتبين أن العلة وراثية نصفها موروث من الأب والنصف الآخر من الأم، وأن زيادة إنجاب أي مولود يؤدي إلى نفس النتائج بنسبة 25% والسؤال المطروح هو: هل يمكن لي أن أقطع النسل؟ إن كان الجواب بنعم، فما هي الطريقة التي ترونها مناسبة لذلك ؟

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد ..
فنسأل الله أن يشفيكما بمنه وكرمه، والجواب أن هذا السبب لا يبيح لكما اتخاذ أي وسيلة لقطع النسل نهائياً، لأن هذا من تصرف المرء بجسده على وجه لم يأذن به الله .
ولكن لكما، ولمن على مثل حالتكما من المصابين بأمراض الدم الوراثية، ونحوها رخصةٌ في الامتناع عن الحمل بوسائل مؤقتة، ولو أدى ذلك إلى ترك الإنجاب كلياً؛ ما دامت العلة قائمة.
والمفرق بين الحالين هو أن الطب الحديث قد يتوصل بعون الله تعالى إلى وسائل تجعل سلامة المولود ـ بإذن الله تعالى ـ غالبة؛ فأُجيز منع الحمل المؤقت، ومُنع ما يقطعه نهائياً، وذلك لأن الرخصة تُقدر بقدرها؛ فلا يُتجاوز بها عن موضع الحاجة، وهذا هو موضع الحاجة إلى الرخصة.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.