23 محرم 1429

السؤال

فضيلة الشيخ : <BR>جزاكم الله خيرا على هذا الموقع ووفقكم الله لكل خير، سؤالي هو: هل من السنة في تقصير الثوب إلى نصف الساق ، واذا كان الأمر كذلك، فهل هذا قابل للتطبيق في العصر الحالي ! خاصة لمن يعيش في بلاد الكفار، و كيف يمكن أن يطبّق، فهل يلبس جوربا مثلا !!<BR>وجزاكم الله خيرا

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: نعم ثبت في السنة أن إزرة المؤمن إلى نصف ساقه، كما ثبت أيضاً أن إزرته إلى ما فوق الكعب. وبعض أهل العلم يرى أن ذلك ـ أي: كون الإزار إلى نصف الساق ـ خاص بالإزار فحسب، لأن النصوص جاءت به ،ويرى أن الثوب لا يشمله الحكم ،بل هو باق على أن يكون فوق الكعب وتحت منصفة الساقين. ولو فرضنا أن النصوص تشمل الثوب والإزار جميعاً ،فإن تطبيق السنة إذا كان يؤدي لمفسدة أعظم كان تركها متعيناً ،خصوصا إذا كانت تلك السنة مجهولة أو مندثرة في البلد الذي يقطن فيه الإنسان ،أو في بلد أكثره كفار ـ كما هو الحال في السائل ـ وعليه ،فالذي أراه لك أن تجعل ثوبك فوق كعبك فحسب ،ولا ترفعه كثيراً ؛ لأن ذلك منظر قد لا تحتمله نفوس كثير من المسلمين،فضلا عن الكفار ،ونحن قد أمرنا بترك سب آلهة المشركين إذا ذلك يفضي إلى سب الله تعالى ـ مع أن سب آلهة المشركين قد يكون واجباً ـ فكيف بمسألة لا تتجاوز حد السنية ؟!. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.