السؤال
كيف تستقطب أكبر عدد من الناس إلى الدعوة إلى الله وتغرس فيهم القيم الإسلامية و الدعويّة ؟
الجواب
استقطاب الناس في الدعوة له وسائل منها: 1- التزام الإنسان بالخلق الحسن، والتلطف مع الناس، وقد امتن الله تبارك وتعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن رزقه ذلك، وأخبر أنه لو انتفى عنه الخلق الحسن لأعرض عنه الناس (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159). 2- الإحسان إلى الناس وقضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في قصة يوسف عليه السلام من قول قومه له (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:36). ومن الأمور المهمة في ذلك تبني الداعية لمشكلات المجتمع والحرص على تقديم الحلول الملائمة لها. 3- التنازل عن الحظوظ ومقابلة الإساءة بالإحسان، قال عز وجل (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34). 4- القدوة الحسنة، ومطابقة واقع الإنسان لما يقول. 5- الصدق والعاطفة الصادقة، فالنائحة الثكلى ليست كالمستأجرة، والصادق يظهر أثر صدقه من حاله ومقاله، كما قال عبد الله بن سلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :"فعرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب". 6- الأسلوب الحسن في الخطاب، والرفق والبعد عن التعنيف أو التصريح بالمواجهة بالأخطاء واللوم، فالرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. ومن المهم ألا يكون الاستقطاب هو المعيار الوحيد بل يكون له اعتبار وشأن ضمن بقية الاعتبارات، فإن المبالغة في ذلك يحول الداعية إلى مواقف ضعف، ويؤدي إلى أن يشعر الناس بعدم جدية قضيته ورسالته الدعوية. كما أنه ينبغي ألا يؤدي إلى مخالفة شرعية؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة. وإذا كسب الداعية الناس سهل عليه أن يؤثر فيهم ويوجههم.