السؤال
كيف نحافظ على الإلتزام قولاً وعملا ؟ فأنا أعرف من بعض الملتزمين عدم الجد ، بل نمضي ساعات فيما لافائدة فيه لانقارف منكرات - ولله الحمد - لكن تنقصنا الجدية في الالتزام؟ أرجو النصيحة. <BR>والله يحفظكم ويرعاكم.<BR>والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله، وبعد: الالتزام مصطلح حديث، وهو مرادف للمصطلح الشرعي في الكتاب والسنة، وهو: الاستقامة، قال _تعالى_:"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (هود)، وقال الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "قل آمنت بالله ثم استقم". والمحافظة على الالتزام والاستقامة على الدين تفرض على المسلم أن يتعاهد نفسه في دفع كل ما يضعف استقامته والتزامه والأخذ بما يقويها، وذلك من خلال أمرين هامين ،هما: 1- الأخذ بالأسباب التي تدفع بها الشبهات، ومن ذلك العلم الشرعي والبصيرة في الدين، وكذلك مجالسة أهل العلم الصادقين والصدور عن علمهم وسؤالهم عن كل ما يشكل من أمور الدين، ومن ذلك مجانبة أهل الشبهات والجدل الذين يشوشون الفكر والقلب. 2- الأخذ بالأسباب التي تدفع بها الشهوات، وذلك بالصبر والتقوى واليقين بزوال الدنيا وفنائها، ومباغتة الأجل، وسرعة تقضي الأعمار، والتفكير في الآخرة، وأنها خير وأبقى والاستعداد لذلك، والمحاسبة الدائمة للنفس على ذلك. ومن ذلك الإكثار من العبادات والأعمال الصالحة وتقوية الصلة بالله _عز وجل_. وقبل ذلك وبعده سؤال الله _عز وجل_ الثبات والاستقامة على الدين، والتضرع بين يديه في أوقات الإجابة، فإنه لا موفق إلا من وفّقه الله وسدده وأعانه.