22 شعبان 1426

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم<BR> السلام عليكم <BR> فضيلة الشيج حيرني كثيراً أمر محاسبة النفس، فكيف يحاسب الإنسان نفسه؟ وكيف تكون هده المحاسبة؟ و متى تكون؟<BR> وجزاكم الله خيراً

أجاب عنها:
اللجنة التربوية

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم، إن محاسبة النفس أمر مهم، ولا بد أن تكون جزءاً من حياتك؛ لأنك بذلك تسير إلى الأمام بشكل أفضل وأدق، ولا تنجح المحاسبة إلا بعد خطوات وأمور مهمة لا بد أن تكون في الحسبان، وإليك بعض الإشارات: أولاً: قبل أن تحاسب نفسك: 1. هل وضعت لنفسك خطة واضحة وهدف استراتيجي في الحياة، ومن ثم رسمت التفاصيل والمدة الزمنية المتوقعة لكل نقطة داخل التفاصيل ؟ 2. هل هذه الأهداف والخطط واقعية يمكن تحقيقها أم أنها مثالية؟ 3. استشر أهل العلم، واستخر ربك عند وضع أهم أهدافك في الحياة. 4. قبل المحاسبة وبعد وضع الأهداف ارسم الوسائل المؤدية لها، وسجل كذلك العقبات وكيفية تجنبها، وما هي البدائل في حال وجود العقبات. 5. اجعل الجو مهيأ للمحاسبة كاختيار المكان المناسب بعيداً عن أي انشغال. ثانياً: عند المحاسبة: 1. كن دقيقاً في المحاسبة، سواء الكليات أم الجزئيات. 2. ليس مفهوم المحاسبة البكاء والندم فقط، فلا نجعل محاسبتنا عاطفية فقط، بل نخلطها بالعقلية لتتوازن الأمور، فكم نرى كثير من الناس يسبل الدمع في رمضان –وهذا طيب- ولكن ثم ماذا ؟ كل شيء على ما كان وعادة حليمة إلى عادتها القديمة، ولو اتبع البكاء بشيء من التفكر والتعقل لخرج بنتائج أفضل. 3. الأخطر من الخطأ الاستمرار عليه، فالمهم عند المحاسبة عدم تكرار الخطأ. 4. عند تكرر الخطأ فكر لماذا تكرر ؟ هل هناك خطأ في الأهداف أم في تحقيقها أم في الوقت المناسب لها أم أنت السبب أم التكاسل؟ ولكل مشكلة حل. 5. الأهداف الكبرى في الحياة لا تتغير لكن وسائلها تختلف باختلاف الزمان والمكان. ثالثاً: بعد المحاسبة: 1. هل سجلت العثرات ودرستها وأوجدت البديل ؟ 2. لا تعتمد على نفسك، فالتوفيق بيد الله، وكل العون من الله. إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده 3. شعورك بالمحاسبة الدائمة ولوم النفس لك سيساعدك على الثبات، والنفس بطبيعتها لوامة "ولا أقسم بالنفس اللوامة" لكن أين الصادق معها. وإليك إشارات عامة: q كن أنت المحاسب لنفسك ولا تنتظر أن يحاسبك الآخرون. q قد يمدحك الناس على شيء ولو تأملت فيه لوجدت نفسك مخطئاً فيه فاحذر. q لا تجعل معيار المحاسبة (الناس)، بل (كتاب الله والسنة). q اجعل لك برنامجاً ثابتاً للمحاسبة كل ليلة عن ماذا فعلت في اليوم وكل أسبوع عن حصيلة الأسبوع وما قدمت فيه، وكل شهر عن الأهداف الاستراتيجية وهكذا... q لا تيأس، فطبيعة ابن آدم الخطأ واحسب ذلك في الذهن، لكن الأهم الفأل والجدية والاستمرار والمجاهدة والصبر، والمسألة فيها صعوبة ومن يتصبر يوفقه الله. q عليك بالدعاء بالتوفيق، فالله على كل شيء قدير. وفقك الله لكل خير ونفع بك الإسلام والمسلمين