7 رجب 1427

السؤال

أنا خريج ثانوية عامة وفي حيرة من أمري أي تخصص أدخله.<BR>ولكن في بالي مجالين وهي الهندسة والعقيدة. سؤالي ماهي المعايير التي أضعها لاختيار المجال والتخصص. ومارأيكم بدراسة العقيدة في جامعة الإمام بالرياض؟ وماهو أفضل مكان لدراسة العقيدة من ناحية الأساتذة والدروس العلمية والمنهج؟<BR>وهل لكلية العقيدة أثر كبير من ناحية التطوير في هذا المجال مجال العقيدة أم الأثر يكون أكبر من ناحية الدروس العلمية بالمساجد والكتب والأشرطة؟

أجاب عنها:
د. محمد العواجي

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : سؤالك عن التخصص يدلّ على وعيك واطلاعك بمسئوليتك تجاه نفسك وبلدك نفعك الله بهذه الهمة العالية ونفع بك . والجواب : لا يمكن تحديد شخصي فيما ذكرته فأنت أعرف بنفسك وميولك العلمية والعملية والعقلية وتحديدك لهدف خدمة دينك وإغناء قومك بما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والدين هو الذي يحدد لك الاختيار الأفضل ، وإن كان لك شيخ تدرس عنده أو مدرس تثق بدينه وأمانته فلا مانع من استشارته ، مع تذكيرنا لك بأهمية الاستخارة وكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله عز وجل أن يختار لك الخير أينما كان وأن يرضيك به ويوفقك إليه . فهذه ثلاثة معايير ألخصها لك: 1- ( نفسك : من حيث : القدرة العلمية والعقلية والقناعة النفسية ). 2- ( طموحك: في نفع بلدك وأهلك لوجه الله فما هو الذي تستطيع من خلاله نفع العباد والبلاد من خلاله؟). 3- ( الاستخارة والاستشارة : للثقة الأمين العارف لما تستشيره به). وأما ما سألت عنه من أمر تخصص العقيدة فيجب أن تعلم أن العقيدة ليست فناً يدرس بل هو واجب على كل مسلم ومسلمة تعلمه وفهمه وتعليمه لغيره مهما كان مستوى تعلمه أو مكانته في المجتمع . أما التخصص الموجود في كليات أصول الدين وغيرها فهو مساعد لك ولغيرك على التفرغ لجمع أطراف المسائل ومعرفة تأصيلها وتفريعها واستدلالاتها وشواردها . والكليات والجامعات تعطي الطالب مفاتيح العلوم ومبادئها وطرق دراستها ، وما لم تكن لدى طالب العلم همة عالية في القراءة والاستذكار وثني الركب بين يدي المشايخ الربانيين فإنه لا يمكنه تحصيل العلم ولا البروز فيه أو التخصص . ولذا فالخيارات التي ذكرتها في سؤالك ( الكليات والجامعات ، الدروس العلمية بالمساجد والدورات ، الكتب والأشرطة وغيرها ) ما هي إلا أدوات مساعدة يكمل بعضها بعضاً ، وأعظمها نفعاً وبركة حلق العلماء ومجالسهم وأن يكون ذلك وفق منهجية علمية صحيحة تأخذها من شيخ عالم مجرب فتبدأ بصغار العلم قبل كباره وترتقي في الفن شيئاً فشيئاً وهذا هو الأسلوب الأمثل في تطوير دراسة فن العقيدة الوارد في سؤالك . وفقك الله وسدد على الخير خطاك ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .