5 جمادى الأول 1428

السؤال

يراودني شعور يومي بأني منافق، ومما يزيد هذا الشعور عدم خشوعي أثناء قراءتي للقران، مع العلم أنني أجاهد نفسي بقدر المستطاع ولكن لا فائدة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم.. ما تشعر به وأفصحت عنه قد سبقك إليه كثير من الناس وباللجوء إلى الله سبحانه والاستعانة به قد ذهب عنهم ما يجدونه, وهو نوع من الوساوس البسيطة التي تعاود المرء الذي تزداد حساسيته تجاه المواقف وتكون قد سبقت إليه تجارب سلبية مختلفة فتتكون لديه تلك المشاعر وهذى الوساوس.. وشكوى قسوة القلب والشعور بالوحشة هي شكوى هامة وعلى المرء أن يتبع لعلاجها خطوات متتابعة من أهمها كثرة ذكر الله والصدقة في السر ومناجاة الأسحار.. وقد أجبنا على استشارات سابقة بشأن شكوى قسوة القلب والوحشة فلعلك تعود إليها.. ما أركز معك عليه هنا أيضا هي شكوى الشعور بالنفاق.. فأقول لك: لاشك أن المرء عليه دوما أن يحاسب نفسه ويراقبها ويمعن في إخلاصها لربها سبحانه ويحاول أن يقيد هواها ولكن يجب ألا يجعل هذا هو بذاته مدخلا من مداخل الشيطان ليفسد عليه صالحات العمل.. لا بأس بأن تذكر نفسك دوما بإخلاص النية ولكن لا تجعل تذكيرك لها تهمة تمنعك من العبادة والصلاح..وأنصحك هنا بعدة أمور قد تعينك على ما تجد.. الأول: أنصحك بأن تشغل وقتك بالنافع المفيد من العمل وأن تبذل جهدك في إتقانه كما يحب الله تعالى، ولا تترك نفسك للفراغ الثاني: أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فهي دواء ناجع للوساوس. الثالث: إذا بدأت في عمل ما فاستحضر له نية طيبة مخلصة وابدأ فيه مباشرة ثم إذا جاءتك تلك الوساوس لا تلتفت لها مهما كانت واستمر في عملك واعلم أنه من الرياء ترك العمل بحجة الرياء.. الرابع: أكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار واللجوء والدعاء إلى الله سبحانه أن يصرف عنك ما تجد فإنه جواد كريم. الخامس: تعلم أسماء الله سبحانه وصفاته وطهر قلبك بالتوحيد الخالص فإنه من ملأ قلبه بالتوحيد الخالص سد السبل في وجه الشيطان قال سبحانه: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاويين ". السادس: أثبت على ذلك أياما ثم راسلني مرة ثانية وأخبرني بما تجد وأبشرك بما يسرك _إن شاء الله_.