11 ذو القعدة 1428

السؤال

السلام عليكم: أتمنى منكم - جزاكم الله خيراً- مساعدتي في حل مشكلتي وهي أن والدي يمنعني من الاختلاط بأي من أقربائي أو أصدقائي.<BR> هل تتصورون أنني في عمر21 سنة ولا أعرف بعض أعمامي وعماتي إلا بالاسم. وحتى أمي تحاط بهذا الحصار نفسه فهي منذ سنة كاملة لم تر أحدا من إخوانها. <BR> و زملائي الذين زاملتهم في المرحلة الابتدائية دخلوا العسكرية يصر أبي على أن أقطع علاقتي بهم بحجة أنهم دون مستواي.<BR>لا أخفي عليكم أنني أزور بعض أقاربنا أحيانا ولكن في تكتم شديد لأنه لو علم والدي بالموضوع لأقام الدنيا ولم يقعدها.انصحوني كيف أتصرف تجاه هذا الوضع غير الطبيعي؟!

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل الكريم.. أرى أن مشكلتك لها عدة جوانب مهمة ينبغي البحث فيها واعتبار كل جانب من الجوانب وإيلاؤه الاهتمام وهي كالآتي: أولا: ما يتعلق بعلاقة والدك بأقاربه وأرحامه وسبب سوء تلك العلاقة وهو أمر تستطيع الوصول إليه ولاشك , ولك ههنا دور بمحاولة تحسين تلك العلاقة وتلطيف الأجواء بينهم وإن لم تكن تستطيع ذلك فابحث عمن يمكنه القيام بذلك من ذوي التأثير عليه من أهل الخير , وسر بينهم بالإصلاح ما استطعت إلى ذلك سبيلا.. ثانيا: ما يتعلق بحرص والدك على عدم اختلاطك بالآخرين , وهل يتعلق ذلك بخوف منه عليك وقلق ما , وأنت ههنا مطالب بأن تثبت له قدرتك الشخصية على التأثير والانتقاء واختيار الصالح من الطالح بل والإيجابية دوما في علاقاتك بالآخرين. ثالثا: ما يتعلق ببرك لوالدك وهو واجب متأكد عليك بطاعته الدائمة وبره قدر استطاعتك في ذلك ما كان يدعوك إلى طاعة ولا يدعوك إلى معصية. رابعا: ما يتعلق بحرصك على صلة رحمكم وهي واجبة من أهم الواجبات عليك دوما ولاشك , فاحرص على صلة رحمك, ولا تجعل عائقا يعوقك من العوائق لصلة رحمك , بل صلها مااستطعت بالسؤال عن أقاربك وبالبر لهم والتواصل معهم دوما , ولا أحب هنا أن أقول أنني أشعر من خلال شكواك بمشاركتك أيضا في قطع تلك الرحم بمثل مقولتك أن لك رحما لم ترهم منذ سنة وزيادة , فاحرص على ألا تقع في ذلك التقصير أنت أيضا. خامسا: ابذل جهدك في نصح والدك بكل لطف وتأدب معه وبين له مقام صلة الأرحام وابحث عن صديق له أو قريب محبب له يمكنه أن يفاتحه في ذلك ولا تمل من ذلك , وحاول دوما أن تجمع بين رضا أبيك وصلة رحمك ونصحه في الخير.. سادسا: اعلم أنك أمام مشكلة قد يتطلب حلها جهدا كبيرا ومشقة ولكنها من أفضل القربات فإن الله سبحانه يقول: " لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً" (النساء:114). سابعا: أرى أنه يمكنك أنت وبعض أقاربك من الشباب أو من القريبين جدا منك أن تعقدوا تعاونا بينكم محاولين حل تلكم المشكلة على أساس ما ذكرته لك من محاور أساسية وأن تجعلوا مرضات الله نصب أعينكم وتدعوه سبحانه بالتوفيق والسداد.