تجربة مدرسية لتفعيل البرامج الأسـرية
10 ربيع الأول 1424

قبل البداية
تبنت مدرسة أبي بن كعب الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم منذ عام ( 1420 هـ ) التواصل مع الأسر في التخطيط لبرامج الإجازة الصيفية ، وتفاعلت مع التجربة العديد من الأسر ، وبذلك تكون قد ساهمت في بناء لبنة في التربية الأسرية ، وشاركت في تبنيه العديد من المدارس ، وترتكز التجربة على المنطلقات التالية :
1 ) أهمية تواصل المدرسة كمؤسسة تربوية مع الأسرة في التخطيط لبرامج التربية الأسرية .
2 ) وضع الخطوط الرئيسة للبرنامج ، وترك الحرية للأسرة في اختيار البرامج بما يناسب مختلف فئات وحاجات الأسرة التربوية .
3 ) التواصل مع الأسرة بعد الإجازة الصيفية عن طريق تنظيم المسابقات على البرنامج ، مثل : المسابقات على الكتيبات والأشرطة ، ومسابقة أفضل برنامج أسري .
إدارة التحرير

الفراغ والإجازة الصيفية

في الإجازات يعاني أولادنا من فراغ كبير، ولا بد من شغله بالأنشطة المناسبة التي تفيد في بناء شخصيتهم وتكسبها خبرات ومهارات تفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم كما أنها تدفع إلى التفكير والإنتاج وتدرب على المثابرة والعمل وتعين على تطوير الشخصية والنهوض بالمجتمع وحين يحفظ الشاب وقته، وينشأ في طاعة ربه، يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ويرزق والديه بركة دعائه الصالح فيجري لهم العمل بعد الموت.
وانطلاقاً من الرسالة التربوية للمدرسة، قامت المدرسة بإعداد هذا الجهد المتواضع، تعاوناً على البر والتقوى وتواصياً بالحق والخير فنسأل الله أن يبارك في أعمارنا وأعمالنا وأن يجعلنا ممن يفلح ويفوز باغتنام أوقاته وسني عمره.

الإجازة الصيفية والتخطيط

التخطيط.. التغيير.. الإدارة.. القيادة: مفردات إدارية من عالم المال والأعمال، هي محور اهتمام المؤسسات والشركات والمنشآت والمنظمات يبذل في سبيل تحقيقها وتحصيلها الغالي والنفيس لأنها تسعى إلى الربحية، والربح لا يأتي إلاَّ بالإدارة الجيدة والقيادة الواعية والنظرة المستقبلية الثقافية.
إن التخطيط والتغيير والإدارة والقيادة وغيرها من المفردات ليست هامة على مستوى الشركات والمنظمات فحسب، بل هي مهمة حتى على مستوى الأمم والحضارات.
وما الأمة إلا مجموع أفرادها: الرجال والنساء والأبناء والبنات لذا أصبح لزاماً على كل فرد من أفراد الأمة أن يلتزم منهجية فردية وأسرية، تتبنى هذه المفردات الإدارية وغيرها وتطبقها في شتى مناحي الحياة، لأننا نسعى إلى الربح بل والربح الكبير في الدنيا والآخرة.
أخي الأب.. أختي الأم..
إن نهضة الأمة الإسلامية قاطبة متوقفةٌ على جهودكما في بناء أسرة ناجحة تكون هي النواة الأولى لمجتمع صالح، فصلاح شأن الأمة الإسلامية وقف على صلاح أفرادها، وصلاح الفرد ينبعث حين ينبعث من ذاته.
فلنعد إلى الداخل... ولنبدأ بالإصلاح... ثم ننطلق لتغيير الذات، والله معنا ومعكم موفقاً وحافظاً.
وقد وضعنا بين أيديكم خطوات عملية لإعداد وتخطيط برامج ومناشط، وسبل تحقيقها وتنفيذها، أثناء الإجازة وغيرها. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

خطوات إعداد برنامج

أولاً: وضع الأهداف:
في ضوء واقع الأسرة يقوم رب الأسرة بتحديد الأهداف وهي نوعان:
أهداف عامة للأسرة مثل:
1- التشجيع على القراءة.
2- رفع الجانب الإيماني.
3- الحفاظ على أفراد الأسرة من المؤثرات الخارجية.
4- ..........................
5- ..........................
أهداف خاصة لكل فرد مثل:
1- علاج ضعف الابن أو الابنة في القراءة أو الكتابة.
2- مراجعة ما تم حفظه من القرآن الكريم.
3- تنمية المواهب الخاصة لكل فرد من الأسرة.
4- ...........................
5- ...........................
ويلاحظ في ذلك ما يأتي:
- ترتيب الأهداف حسب الأولويات.
- يراعى في الهدف الاعتبارات الآتية:
1- أن يكون الهدف واضحاً.
2- أن يكون الهدف قابلاً للقياس.
3- أن يكون الهدف واقعياً.
4- أن يكون الهدف محدداً.
ثانياً: وسائل تحقيق الأهداف مثل:
1- الرحلات بأنواعها.
2- التسجيل في المراكز الصيفية.
3- التحاق البنات والنساء بالدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم.
4- التسجيل في أحد مراكز التدريب لاكتساب بعض المهارات.
ثالثاً: حصر أفراد البرنامج مثل:
أفراد الأسرة، الأقارب، الجيران، جماعة المسجد.

رابعاً: تحديد المدة الزمنية وعمل جدول أسبوعي في ضوء تلك المدة الزمنية.

نموذج (1)

 

م

المشارك في البرنامج

الهدف

الوسائل

مدة التنفيذ

نفـذ

لم ينفذ

     

1-
2-
3-

     
     

1-
2-
3-

     

 

نموذج (2)

 

م

اســم النشاط

اليـوم

المكان

صاحب النشاط

نفـذ

لم ينفذ

1            
2            
3            

 

نموذج (3)

جدول متابعة الحفظ + الحديث
التاريخ من .......... إلى ............

السورة

الآيــــة

حفــظ

لم يحفظ

 

الحديث

حفــظ

لم يحفظ

......

 

 

 

 

........

 

 

.....

 

 

 

 

........

 

 

.....

 

 

 

 

.......

   

خامساً: توزيع الأهداف على الجدول الأسبوعي السابق المقترح.
سادساً: وضع حوافز مادية ومعنوية.

أهداف مقترحة

وقدمت المدرسة أهدافاً مقترحة يمكن تحقيقها مثل:
1- زيادة الوعي الديني عند أفراد الأسرة.
2- تنمية حب القراءة.
3- استثمار مهارة الحفظ في القرآن والحديث وغيرها.
4- زيادة ثقافة الأسرة (الثقافة العامة - والإسلامية بشكل خاص).
5- التدرب على التخطيط والتنظيم والإعداد لاستثمار الوقت.
6- تحقيق الترويح المباح.
7- ممارسة هوايات نافعة.
8- مدارسة في السيرة والمغازي.
9- التدرب على أساليب الدعوة ومكارم الأخلاق.
10- المساهمة في أعمال الخير.
11- تقوية الروابط مع الأقارب.
12- تكوين علاقات اجتماعية جديدة موجهة.
13- زيارة أماكن منتقاة ومتنوعة.
14- معالجة السلوكيات الخاطئة.
15- تقوية جوانب الضعف الدراسي عند أفراد الأسرة.
16- تنمية المهارات اللغوية.
17- رحلات العمرة.

وسائل مقترحة

إن كل هدف يمكن تحقيقه عن طريق عدة وسائل، وإليكم أمثلة لبعض الوسائل:
1- اشتراك الأبناء في حلقات التحفيظ والمراكز الصيفية.
2 - اشتراك البنات في الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم.
3- الاشتراك في دورات لتعليم الحاسب الآلي.
4- المساهمة والتعاون مع مكاتب الدعوة.
5- تسجيل الأبناء في معاهد لتعليم الإلقاء والخطابة.
6- زيارة المكتبات العامة والاستفادة منها.
7- المساهمة في أنشطة المسجد.
8- زيارة المؤسسات الخيرية والتعرف عليها والتعاون معها.
9- حضور الدورات العلمية.
10- الاشتراك في المجلات والنشرات المفيدة.
11- زيارة المشايخ وطلاب العلم والدعاة.
وغير ذلك من الوسائل الكثيرة.

مشاريع عملية

1- حلقات المدارسة:
- يتم التحضير لهذا الموضوع.
- يستحسن اختيار الموضوعات التي تمس الحاجة إليها.
- الاجتماع لمناقشة الموضوع بحيث يقدم كل مشارك ما لديه، والخروج بتوصيات عامة.
2- قراءة كتاب:
- اختيار أحد الكتب المهمة.
- تحديد مدة معينة للانتهاء من هذا الكتاب.
- مدارسة للكتاب في جلسة خاصة.
3- العمل مع جماعة الحي:
- هدية المسجد: اختيار كتيب أو شريط بين فترة وأخرى والقيام بإهدائه على بيوت الحي باسم هدية المسجد.
- زيارة الجماعة، حيث تحدد أوقات يزار فيها أفراد الجماعة.
- رحلة قصيرة للجماعة لتعميق روح التآلف وتثبيت رسالة المسجد.
- التنسيق مع بعض الدعاة وطلاب العلم لإلقاء كلمات في المسجد.
4- العمل مع مكاتب الدعوة والجاليات:
- تخصيص وقت في كل أسبوع ولو لمدة ساعتين في التعاون مع المكاتب في المجال المناسب.
5- إطعام الأسر الفقيرة والمحتاجة:
- وذلك بالتعاون مع جمعيات البر.
6- إلقاء الكلمات:
- اختيار مجموعة من المساجد.
- الاتفاق مع عدد معين من الشباب بحيث يحضر كل واحد منهم كلمة يتم إلقاؤها بعد الصلاة.

توصيات لنجاح البرنامج

لا بد من الاتفاق على آلية لتنفيذ البرنامج من خلال جلسة لمدة ساعتين - مثلاً - أسبوعياً.
1- تحديد مسؤول لمتابعة البرنامج.
2- ضرورة إشراك أفراد الأسرة في وضع هذا البرنامج.
3- مراعاة الظروف والحاجات الخاصة للأسرة مع مراعاة المرونة في العمل.
4- عمل ملف خاص لوضع البرنامج فيه للاستفادة المستقبلية منه وعدم التكرار.

نماذج من تفاعل الأسر مع البرنامج

كلمة حق:
يسّر الله لي الاطلاع على المطوية المعدة من قبل مدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم لعام 1422هـ وأول ما شدني فيها الفكرة التي قامت عليها المطوية فهي فكرة قيمة في ذاتها، وحسبها أنها تستحث تفكير الأسرة إلى إعمار الأوقات.
والأمر الثاني: أنها أَتْبَعَتِ الفكرة بتقديم خطة فيها الهدف والوسيلة لاستثمار الأوقات بأوجه متعددة جمعت بين الفائدة والترويح، فتكون بذلك قد يسرت على كثير من الأسر تنفيذ الفكرة وخوض التجربة بنجاح - بإذن الله - والأمر الثالث: التذكير بأساليب لاستثمار الأوقات التي قد يغفل عن بعضها المرء وتدفع به إلى التفكير في خطط كثيرة تحتوي أوقات العطلة احتواء محكماً، وهناك لفتة جيدة واعية عندما شملت الخطة جميع الأفراد في الأسرة بما في ذلك الخادمة، وهذا يؤكد حقيقة المسئولية التي تتحملها الأسرة المسلمة.
أسأل الله أن يبارك في الجهود وأن يخرجها مخرج الإخلاص لله وحده حتى يجعل لها القبول ويستمر بها النفع. وللعلم ليس لي أبناء في هذه المدرسة ولكن هو الخير في الكلمة الطيبة الذي يتجاوز حدود المكان. ( أم مصعب )

كلمة إعجاب :
في السابق كانت حالتي كحالة الكثير من البيوت في العطلة ، تمر دون استغلالها بما يفيد مما يحز في النفس ، ومع توالي الأيام وتعاقب الشهور ونحن على حالة واحدة من عدم استغلال الوقت وضياعه ، وبعد الاطلاع على البرنامج المرسل من المدرسة عرضت الفكرة على أبي فراس ، واتفقنا جميعاً على وضع جدول وبرنامج نسير عليه في العطلة لكل فرد منا ، ورغم بعض الصعوبات التي واجهتنا في البداية أثناء تطبيق البرنامج إلا أنه - بحمد الله - أثمر نتائج إيجابية مقارنة بما مضى من أعوام ، وأصبح وقتنا أكثر تنظيماً وأكثر جدية . ( أم فراس ) .

أمل التطوير :
يأمل موقع المسلم أن تتفاعل الأسر مع هذا البرنامج ، وأن تقوم بتطويره ، وأن تتواصل معنا بالاقتراحات لتطوير ( برنامج التربية الأسرية ) ، لنقوم بنشرها ، فتتسع دائرة الاستفادة .