كما تعلمون ما للمراكز الصيفية من دور ملموس في توجيه وحفظ الأوقات لدى فئة كبيرة من الشباب خلال مدة الإجازة الصيفية، وكما تعلمون أن الهدف الأساسي للمراكز الصيفية هو التربية الإيجابية.
فيسر موقع المسلم أن يشارككم في بناء هذا الهدف من خلال هذه الندوة المباركة، والتي استضفنا فيها مجموعة من الفضلاء الذين كان لهم تجربة سابقة في إدارة المراكز الصيفية، وهم كل من:
الأستاذ عبد السلام الناجي (المدرس في متوسطة عبدالرحمن الدوسري _رحمه الله_ في الرياض)
والأستاذ حمد الرزيزاء (المدرس في ثانوية الشيخ ابن باز _رحمه الله_ في الرياض)
والأستاذ خالد الزوبع (المدرس في ثانوية الأمير سلمان في الرياض)
فنرحب بالإخوة جميعاً ونشكر لهم تجاوبهم معنا.
ما الأولويات التي ينبغي أن يعتني بها المربون والقائمون على المراكز الصيفية لقطف ثمرتها؟
يذكر الأخ عبدالسلام الناجي أن من الأولويات التي أرى ضرورة الاهتمام بها:
1- تحديد أهداف المركز ورسالته تحديداً دقيقاً موضوعياً يمكن قياسه.
2- التخطيط والإعداد المبكر للمركز، وذلك بعد تحديد احتياجات الطلاب وبيئاتهم.
3- تعريف قطاعات ومؤسسات المجتمع المختلفة برسالة المركز وإشراكها في التخطيط والتنفيذ لهذه الرسالة.
ويذكر الأستاذ حمد الرزيزاء أن من الأولويات المهمة هي مسألة إيجاد بيئة مناسبة لكل مشارك في المركز، بحيث تكون البرامج متنوعة تلبي رغبات جميع المشاركين، فمتى ما نظرنا إلى مسألة أننا حين نضع البرامج لا بد أن نعرف ما نريد وما يريده المشاركون بجميع طبقاتهم وميولهم، فبالتالي نستطيع أن نملك هذا الطالب الذي جاء ليشارك في المركز.
الأمر الآخر،هو: أننا لابد أن نوجد خطة استراتيجية على مدى خمس سنوات بأهداف واضحة نسعى للوصول إليها، أما أن يكون المركز يدار كل سنة قبل أشخاص مختلفين، ويوضع أهداف مختلفة أو متكررة فهذا الأمر يحتاج إلى إعادة نظر!!
الأستاذ خالد الزوبع يرى أن من الأولويات: التخطيط ورصد التفاعل في الأعوام السابقة لما يعرض من برامج ثم محاولة تطويرها وطرحها بقالب أوسع وأكثر تلقياً.
ألا ترون أن هناك ثغرات تربوية موجودة في المراكز الصيفية يجب تلافيها ما تلك الثغرات؟ وما الأسباب التي أدت لوجودها؟ وكيف يمكن تلافيها؟
يرى الأستاذ حمد أن من الثغرات ضعف متابعة الطلاب الجدد الذين أتوا إلى المشاركة، فتجد الطالب يأتي متحمساً ثم لا يجد من يلقي له بالاً ولا يدعوه للمشاركة، وقد يستمر هذا الطالب إلى نهاية المركز وتنقطع العلاقة به بمجرد انتهاء المركز، إذن الهدف الذي من أجله فتح المركز أو من أهدافه لم يتحقق.
الأستاذ خالد يقول: إن ضعف الطاقم الإداري والإشرافي، بل انعدام المفاهيم التربوية وظن البعض أن ما يمارسه كما يمارسه الأستاذ مع الطلاب في قاعة الدراسة أو محيط المدرسة، والأولى أن تراعى اختلاف البيئات في الجو الدراسي ووقت الإجازة.
بينما الأخ عبد السلام يذكر أن من الثغرات الموجودة:
1- غياب الهدف أو تلاشيه بصورة فعلية أثناء التخطيط والتنفيذ للبرامج.
2- ضيق مساحة الاحتواء للطاقات العاملة وللنوعيات المختلفة من المشاركين.
3- الروتين في البرامج والأفكار.
4- تولية بعض المهام الإشرافية ذات الصلة بالطالب مباشرة ممن هم ليسو قدوات ولا أكفاء.
5- نزع الثقة من الطلاب المؤهلين الجامعيين أو الإفراط في منحها.
6- الاهتمام بالأعمال العامة والدعائية طلباً لسمعة المركز على حساب الطالب ومصالحه وحاجاته.
ماالوسائل التي ترون أنها تفعل العملية التربوية في المراكز الصيفية؟
يذكر الأستاذ عبدالسلام أن من وسائل تفعيل العملية التربوية:
1- توعية العاملين بدورهم التربوي المطلوب منهم داخل المركز والتأكيد والتذكير به دوماً.
2- عقد لقاء للعاملين في الميدان لمدارسة هذا الموضوع والخروج بتوصيات عملية.
3- حصر المفاهيم والاتجاهات والقيم التي ينبغي أن يتعلمها الطالب في المركز ولو على مراحل وإعداد قائمة بها.
4- تضمين أهم هذه الاتجاهات والأسس والقيم التربوية المطلوبة ضمن إطار برنامج المركز وعدم ترك ذلك للاجتهادات الشخصية.
ويذكر الأخ حمد أن من الوسائل التخطيط المبكر والمتابعة الدقيقة للبرامج والمشاركين وأيضاً الطرح المتنوع والابتعاد عن البرامج التقليدية.
ويقول الأستاذ خالد: إن التوازن في طرح البرامج التربوية مع الترفيهية، وكذلك القوة البارزة في الطاقم لا الشكل فحسب بل ما يغذي الطرف المستفيد من الهمة والتعامل الأريحي والإفادة والحرص على الطلب.
يرى بعض الناس أن تغليب جانب التسلية والترفيه على جانب التربية - في بعض المراكز – أصبح العامل الكبير والمؤثر على نجاح المركز، فما مدى صحة هذا الرأي؟ وإذا كان موجوداً في بعض المراكز، فما السبب في رأيكم وكيف يمكن علاجها؟
يذكر الأستاذ خالد أنه عندما تصاغ البرامج، ويراعى فيها الابتكار، حتى ولو كان برنامجاً ليس له علاقة بالترفيه، بل هو من عداد البرامج الثقافية الثقيلة، فإن التقبل لها سيكون على قدر كبير، وما يلحظ من تغليب الترفيه على أنشطة المراكز اليوم مرجعه إما التكوين الذي تربى عليه الطاقم المشرف أو غياب الأسس التربوية التي لابد من مراعاتها عند تأسيس المراكز، ومن المؤسف أن بعض المراكز تخطط لتغليب الجانب الترفيهي حتى يزيد عندها العدد لهدف واحد ألا وهو ارتفاع دخل المركز وكأنها عملية ربح وشراء.
ورأي الأستاذ حمد أنه لابد من التوسط في هذا الجانب ولابد من تلبية رغبات الجميع، وإذا كان الهدف من المراكز واضح لدى المشرفين فلن يطغى برنامج على آخر، فالتوازن في الطرح مطلوب وقد تخسر أناس ولكن سنخرج بعينات أخرى تكون بناءة في المجتمع _بإذن الله_.
ومن أسباب تغليب جانب الترفيه هو ضعف قدرة العاملين أو عدم تأهيلهم أو ضعف الجانب التربوي لديهم "ففاقد الشيء لا يعطيه"، وقد يكون السبب هو الاستجابة للطرح الموجود من بعض أفراد المجتمع أو المسؤولين البعيدين عن العمل التربوي.
بينما يذكر الأستاذ عبدالسلام رأيه أن وجود جانب الترفيه والتسلية مهم جداً، وبخاصة في مثل هذه الأيام.. ولكن هذا لا يعني:
1- إهمال البرامج الأخرى، فالناس ذوو فروق ومشارب.
2- تجاوز الحدود والأطر الشرعية والأخلاقية في هذه البرامج.
3- أرى أنه لا بأس – من وجهة نظري على الأقل – أن يكون هناك مركز نسبة البرامج الترفيهية فيه مثلاً 60-70 %، ومركز آخر مجاور نسبة البرامج الأكثر نوعية وجودة فيه 60- 70 %، ولكلٍ رواده وأهدافه.
كيف يمكن مد النتائج التربوية للمراكز الصيفية إلى ما بعد المركز؟
رأي الأستاذ حمد أن وجود الخطط الطويلة المدى مع بقاء نفس العاملين والمشرفين سيحقق نتائج قوية للمراكز _بإذن الله_.
ويقول الأستاذ خالد: إن التواصل على كافة أشكاله خصوصاً من وجد لديه التغير والأرض القابلة للاستنبات، وإقامة جسور التواصل مع تلازمها لبرنامج معد سلفاً.
دور المراكز في خدمة المجتمع ظاهرة جديدة، فهل ترون أنها إيجابية؟ وما مدى تأثيرها على الرسالة التربوية للمراكز الصيفية؟
يقول الأستاذ عبدالسلام: إن من فوائد تحديد الأهداف: أن الإنسان يعرف حدود الدائرة التي يعمل بداخلها فلا يتجاوز هذه الحدود إلى ما وراءها وهو لم يتقن عمله الأصلي.
وبعض البرامج والأنشطة على جودتها في ذاتها إلا أني أتوقع أنها ليست من صميم رسالة المركز وأثرت على واجباته الأصلية، فمثلاً: لا أظن أن العناية بالجاليات والخدم من صميم عمل المركز، بل هو من صميم مكاتب الجاليات المتخصصة، ويمكن أن يتعاون معهم في حدود الممكن والمتاح , والنداءات والتهم التي توجه إلى المراكز وروادها , لا نفر منها إلى حل ظاهري يفتقد التفكير الجاد في البحث عن الحلول المناسبة.
بينما يرى الأستاذ حمد أن من حسنات المراكز ما تقدمه للمجتمع، وهي تجربة ناجحة، بل من المفترض أن يكون دور المراكز أكبر من ذلك، ولابد لأهل الخير من الدخول في المجتمع، وألا يصبحوا منغلقين ويحرموا أنفسهم من تقديم الخير للناس.
ويقول الأستاذ خالد: إن المراكز كانت في السابق تخدم فئة محددة ولما توسعت مدارك الإخوة الفضلاء القائمين عليها كانت الحاجة لإفادة من في خارج أسوار المركز، وقد حققت مكاسب عدة منها تصحيح بعض المفاهيم المتراكمة عن المراكز ومن يعمل فيها وإعطاء جرعة تحفيزية للقائمين من خلال كسبهم لثقة الناس.
من الملاحظ أنه في أغلب المراكز تكون الفئة المستهدفة هي من طلاب الحلقات، فما دورنا في بقية الفئات التي هي حاجتها أكبر لهذه المراكز؟
يرى الأستاذ خالد أنه من الواجب أن تعد الخطط والبرامج للمراكز على أساس التنوع والاستعداد المسبق من المشاركين، ويراعى فيها التنوع الذي يخدم كافة الشرائح ليس على حساب فئة دون فئة مع جعل خطة مرحلية لنقل بسيط التجربة لمرحلة أكثر فائدة وطرح جاد.
ويذكر الأستاذ حمد أن هذا الأمر صحيح والسبب ما ذكرته في السابق من عدم الاهتمام بالجدد، وأقترح أن توجد لجنة خاصة في المركز دورها المناط بها متابعة المستجدين متابعة دقيقة من خلال عمل استمارة تحتوي على معايير لنجاح متابعة المستجد مثلاً الحضور اليومي وعدد مشاركاته في البرامج العامة والمسابقات وغيرها.
ومن جهة أخرى يقول الأستاذ عبدالسلام: إن هذا التساؤل يحمل قدراً من الصحة لكني سأتناوله من زاوية أخرى وبأسئلة أخرى:
1- هل ضعف الإمكانات والموارد الموجودة في المراكز يرضى بها عامة الطلاب كما يصبر عليها طلاب الحلقات؟
2- هل ضعف جوانب التشويق والجذب الموجودة في المراكز - لسبب أو لآخر - تحفز عامة الطلاب للمشاركة كما يحفز طلاب الحلقات الاحتساب والأجر؟
3- هل قناعة أولياء أمور عامة الطلاب بالمركز مثل قناعة آباء طلاب الحلقات؟
4- هل يجد عامة الطلاب البيئات التي تدربهم وتعدهم للمشاركة في مثل هذه المراكز والأنشطة كما يجدها طلاب الحلقات؟!!
فصل مرحلتي الثانوي عن المتوسطة تجربة قامت بها بعض المراكز والفكرة ما زالت بين القبول والرد، فما مرئياتكم حيال هذه القضية؟
يقول الأستاذ عبدالسلام أرى أن فصل المتوسط تماماً في المركز له وعليه، والذي أراه _والله أعلم_ بالصواب هو وجود المتوسط والثانوي في مركز واحد مع استقلال في الأسر وفي الأنشطة الخاصة بالأسرة كالرحلات وغيرها , والالتقاء مع مرحلة الثانوي في البرامج العامة للمركز تحقيقاً للنشاط العام للمركز وتوفيراً لفرص الاقتداء والتنافس.
بينما يؤيد الأستاذ حمد الفصل للمرحلتين، وأنه يعطي المراكز فرصة نجاح أكبر وقوة في الطرح وعدم تشتت للجهود.
ويذكر الأستاذ خالد أنها تجربة قد يعتريها بعض المغامرة، وخصوصاً إذا كانت العناصر المشرفة من العناصر ذات الطرح التربوي السطحي،أو أن من يقوم عليها ويرشح من الإخوة الذين لا زالوا في بداية الترقي التربوي، وقد يكون لديهم ضعف في التأثير والقدوة، وإذا اختفت تلك السمات فأرى أنها تجربة رائدة.
المراكز الصيفية لها أثر كبير في المجتمع، لكننا لا نجد الدراسات والبحوث الأكاديمية التي اهتمت بها من ناحية شرعية وتربوية واجتماعية ونفسية ترى ما أسباب ذلك؟
يرى الأستاذ عبدالسلام أن ندرة البحوث أرجعه إلى عدة أسباب منها:
1- الجهات المختصة في الدراسات العليا لا أظنها توافق بسهولة على إجراء مثل هذه الدراسات والبحوث.
2- الجهل بواقع المراكز وأثرها يضعف حافزية الدارسين.
3- خشية مزعومة من إفصاح نتائج الدراسات عما لا يرتضي خروجه المعنيين بالمراكز( على أرفع وأدنى مستوى. )
ويرجع الأستاذ حمد سبب ذلك إلى أن المراكز وقتها محدود في الصيف فقط، وعدم وجود لجان متبعة لهذا الأمر وخطط استراتيجية كان سببا لغياب الدراسات.
بينما يرى الأستاذ خالد أن الأسباب هي عدم معرفة الدور الكبير الذي تقوم به المراكز أو جهل أو تجاهل المسؤولين عن أجواء المراكز الصيفية أيضاً عدم تبني القائمين عليها للبحوث والدراسات الأكاديمية وعدم حرصهم على إظهار الوجه الآخر للمراكز أمام الرأي العام مع تهميش الإعلام لتلك الحصون التربوية.
ما الوسائل الممكنة لتفعيل تبادل الخبرات بين المراكز على جميع المستويات الإدارية ابتداء من مدير المركز إلى مشرف الأسرة؟
يذكر الأستاذ عبدالسلام أن من الوسائل:
1- عقد لقاءات بين كل فئة مشتركة في التخصص والعمل ولو حسب البيئات المتقاربة مكانياً .
2- إنشاء مواقع ومنتديات لتبادل الخبرات.
3- إنشاء مركز معلومات أو بنك أفكار وبرامج للمراكز.
4- إنشاء لجان استشارية جوالة على المراكز لتقديم ونقل الخبرات.
ويقترح الأستاذ خالد وجود ورش عمل مع لقاءات خارج أسوار المراكز، ووجود دورات متخصصة مع تبادل التجارب والخبرات السابقة.
كيف يمكن الاستفادة من مراكز ومعاهد التدريب والتطوير لتفعيل برامج تطوير وتدريب العاملين في المراكز من الجانب الإداري والتربوي؟
يذكر الأستاذ عبدالسلام أنه يمكن الاستفادة من معاهد ومراكز التدريب بـ:
1- عقد دورات متخصصة توافق احتياجات العاملين والإداريين.
2- وضع جوائز ومنح دورات للمتميزين من الطلاب والمشرفين.
3- طلب استشارات ودراسات.
4- إعداد حقائب تدريبية تناسب ميدان المراكز ( كيف تكون فريق عمل؟ كيف تنظم حفل؟ .... )