فهد شاب جامعي ملتحق بحلقة تحفيظ القرآن الكريم يعيش كما يعيش الشباب، لكن همّه إصلاح الأمة.
كان متألقاً نشيطاً يحب الخير والطاعة، وفي رمضان من عام 1425هـ اعتكف مع الشباب في المسجد الحرام في المدينة المنورة.
عاش فرحة عيد الفطر مع أقاربه وزملائه، وفي يوم الأحد 22/10/1425هـ صلى الفجر خلف الإمام، وفي العصر من ذلك اليوم عندما كان خارجاً من جامعة الملك سعود وهو يستمع لشريط: "توبة صادقة" للشيخ خالد الراشد.
وفي أحد منعطفات الجامعة كانت الوفاة إثر حادث أليم – رحمه الله-.
والعجيب أنه عندما عُثِر على الوصية كانت مؤرخة بـ14/10/1424هـ أي قبل الحادث بسنة وأسبوع فقط!!
أخي القارئ أَدَع فهد – رحمه الله – يبث شجونه ووصاياه لعلنا نقف وقفة تأمل وعبرة مع من يوصي وهو تحت الثرى ولندعوا له.
وكم في هذه الوصية من عبر دع خاطرك يسجلها..
ويسعدنا مشاركتك وتعليقك على هذه الوصية فكم فيها من الفوائد والعبر لمن اعتبر.. وإليك نص الوصية.
الحمد لله الذي جعل الموت راحة للأبرار لينقلهم من دار الهموم والغموم والأكدار إلى دار الفرح والسرور والاستبشار... وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فأشهد الله على أني أحبكم فيه.. وأسأل الله أن تجمعنا بهذه المحبة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..
هاهي سنّة الحياة أفراح وأحزان، لقد أمضيت معكم أجمل الأوقات وأمتعها واستفدت منكم استفادة كبرى، أسأل الله أن تكون حجة لنا لا علينا.
إخواني.. تشبثوا بالصحبة الصالحة، فوالله إنها لنعمة كبرى، واحذروا من وسواس الشيطان في الإغراء بالتفريق بين الإخوان وبث النزاع والفرقة.
إخواني احرصوا على نشر الدعوة ولا تنتظر تلقي الأوامر فقط، ولتكن لديك ذاتية ومرجعية لأعمالك.
إخواني أوصيكم بالتمسك بكتاب الله وعدم الانقطاع عنه بانقطاع أو توقف التحفيظ ، بل اجعل لك ورداً محدداً أو خصص له وقتاً وستجد الثمرة _بإذن الله_.
إخواني أطلب منكم أن تسامحوا وتعفوا وتصفحوا عن أخيكم المقصر.. فمن آذيته بكلمة أو بلمزٍ أو غيره أو دينٍ فليعفوا وليصفحوا "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: من الآية22) خاصة في الدين، من أراد حقه فليرجع للأهل، ومن سامح، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كم أحذركم من الفتور واتباع الهوى والخوض في الفتن وفي لحوم العلماء.. فإن هذه ظاهرة منتشرة بين شباب الصحوة. وتمثل في قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "قل خيراً أو اصمت".
إخواني ادعوا لي بالثبات عند السؤال، وأكثروا من الدعاء فإني – والله – بحاجة لدعائكم..
وأنا أخبركم أني قد عفوت عن كل من تكلم في عرضي، أو أساء إليّ أو استدان مني.. طلباً فيما عند الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم
فهد
14/10/1424هـ
إذا لم نلتقِ في الأرض يوماً | |
فموعدنا غداً بدار خلدٍ |
وفيما يلي صورة من الوصية المكتوبة بخط يد الشاب _رحمه الله_ ....