أنت هنا

14 جمادى الأول 1429
المسلم-"الهيئة نت":

أصدر قسم التقافة والاعلام في "هيئة علماء المسلمين" في العراق اليوم الاثنين تصريحا صحفيا، كشف فيه خفايا قرار قوات الاحتلال بإبعاد أحد جنودها الذين اعتدوا على القرآن الكريم، وتحميله المسؤولية دون الجنود الآخرين الذين شاركوه هذه الفعلة الشنيعة.

وبيّن التصريح الذي نشره موقع الهيئة على الإنترنت أن هذا الاقتصار على إدانة جندي واحد وإعادته إلى أمريكا سيفتح الباب واسعا لتعديات أخرى على القرآن الكريم من قبل جنود الاحتلال، الذين سيتخذون من هذا الفعل طريقا للهرب من الجحيم اليومي الذي يعيشونه في العراق، على يد المقاومة العراقية.

وجاء في التصريح أنه و"في خطوة استخفاف جديدة بمشاعر المسلمين عموماً وفي العراق تحديداً، أقدمت قوات الاحتلال على إبعاد جندي تقول إنه أطلق النار على المصحف الشريف، في خطوة اعتذارية، محاولة فيها تخفيف الحرج الذي وقعت فيه بسبب هذه الحادثة". وأضافت الهيئة أن "الاستخفاف بل الاستفزاز يكمن في كون هذه الخطوة محاولة غير موفقة لامتصاص غضبة العراقيين، والتغطية على تفاصيل الحادث الحقيقية، والتقليل من أثر أبعاده المهمة"، مؤكدة أن "الفعل لم يقع من جندي واحد فقط، وإنما قامت به مجموعة قتالية تضم أفراداً عديدين من جيش قوات الاحتلال". وتساءلت الهيئة: "لماذا يُبعد واحد فقط؟ وأين الآخرون؟ ولماذا لم يحاسبوا على جرمهم هم أيضاً؟، ثم السؤال المهم هنا: هل عوقب هذا الجندي بالفعل أم كوفئ على ما قام به بإخراجه من جحيم العراق وإعادته إلى بلده سالماً معافى؟!. فهي مكافأة إذا وليست عقوبة!".
ورأت هيئة علماء المسلمين أن الاعتذار الأمريكي "جاء خجولاً، وعلى استحياء، ومخصوصاً بالمنطقة التي وقع فيها الحادث (الرضوانية) فقط، وكأن المصحف ملك لأهالي هذه المنطقة فحسب، وكأن الموضوع لا يعني العراقيين كلهم بل المسلمين في العالم جميعاً!".

وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال الأمريكي فتحت بهذا القرار الباب واسعاً لجنودها المتورطين في العراق والمأزومين بهستيريا فشل أهدافهم العسكرية؛ لمزيد من الانتهاكات والاعتداءات على القرآن الكريم ومقدسات المسلمين، والتذرع بهذه الأفعال الشائنة لنيل (المكافأة)، والرجوع إلى بلادهم بهذه الطريقة السهلة وغير المكلفة.

وذكرت الهيئة أن قوات الاحتلال شرعت بفعلها ذلك لعمليات الإساءة المستمرة للقرآن الكريم في العراق التي ابتدأت في معتقل بوكا في عام 2005 وذهب ضحيتها عدد من المعتقلين الذين قتلتهم قوات الاحتلال بعدما هبوا لنصرة القرآن بعد إهانته من قبل سجانيهم في إطار ما عرف في وقتها بثورة المصحف، وتبعتها عملية رسم الصلبان على المصاحف وإطلاق النار عليها في أحد مساجد الأنبار بعدها بشهور.