أنت هنا

16 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

نفت تقارير صحفية ما أشاعته الحكومة العراقية حول اعتذار الرئيس ‏الأمريكي جورج بوش هاتفيًا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول ‏قيام بعض جنوده في العراق بتدنيس المصحف الشريف باتخاذه غرضًا ‏للرماية .‏
وأوضحت تلك التقارير أن بوش أعرب عن قلقه خلال اتصاله بالمالكي إزاء ‏ما فعله "الجندي الأمريكي"، بجعله المصحف الشريف هدفًا للرماية أثناء ‏تدريب روتيني وأطلق عليه عدة رصاصات. ‏
وكان بيان صادر عن الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، قد زعم أن المالكي ‏أبلغ بوش "استياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين ‏للجندي"، مشيرًا إلأى أن الرئيس الأمريكي قدم للمالكي اعتذارًا رسميًا، ‏ووعد بتقديم "الجندي المسيء" إلى المحاكمة.
وما أكد صحة التقارير ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدثة باسم ‏البيت الأبيض دانا بيرينو، والتي لم تشر إلى "اعتذار" بوش المزعوم، حيث ‏قصرت حديثها عن كون بوش أعرب للمالكي عن "قلقه العميق" إزاء ‏الموضوع، وأن الإدارة الأمريكية تأخذ هذه القضية على محمل الجد، مشيرة ‏إلى أنه تم تأنيب الجندي ونقله من العراق.
ولم تتخذ حكومة نوري المالكي الشيعية الموالية للاحتلال، أي رد فعل مندد ‏تجاه الاعتداء على المصحف الشريف؛ للحفاظ على علاقاتها بإدارة بوش، ‏كما أنها لم تعط الجريمة ما تستحقه من إدانة إعلامية وسياسية، الأمر الذي ‏عرضها لانتقاد شعبي كبير.
وكانت مجموعة تابعة لجيش الاحتلال الأمريكي قد أطلقت النار على نسخة ‏من المصحف اتخذوها هدفاً للرمي في الرضوانية قرب بغداد، كما كتبوا ‏على إحدى صفحات المصحف كلامًا مشينًا .
ومن جهته أعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد قوات الاحتلال الأمريكي ‏في بغداد، في لقاء مع زعماء العشائر بمنطقة "الرضوانية"، عن بالغ أسف ‏الجيش بالنيابة عن "الجندي" الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع ‏الـ64.
وبحسب ما زعمه مسؤولون أمريكيون فإن تحقيقًا عسكرياً قد أدان "الجندي" ‏وأعفاه من منصبه حيث سيتم إعادته للولايات المتحدة. ‏
وأثار اعتداء الجنود الأمريكيين بالعراق على المصحف الشريف عاصفة من ‏الغضب بين مسلمي العالم، حيث أدانت رابطة علماء المسلمين في فلسطين ‏بشدة هذا الاعتداء وطالبت بمحاكمة مرتكبه، ووصفت الحادث بأنه تطاول ‏ووقاحة على الله ‏عز وجل ورسوله، وعلى مليار ونصف مليار مسلم، وتحد ‏صارخ ‏لمشاعرهم وعقيدتهم. ‏
وطالبت الرابطة الإدارة الأمريكية بالاعتذار رسميًا للمسلمين كافة عن هذه ‏‏الجريمة ومعاقبة مرتكبيها لعدم تكرارها، كما طالبت المسلمين في العالم ‏‏حكامًا وشعوبًا بإدانة هذه الجريمة والانتصار لكتاب الله عز وجل "القران ‏‏الكريم" الذي هو دستور المسلمين. ‏
مضيفة أنه على جميع المسلمين حكامًا وشعوبًا التوقف عن موالاة الأمريكان ‏‏ومساعدتهم أو التنسيق معهم لإنفاذ مخططاتهم المعادية للإسلام والمسلمين.
ومن جهته ندد الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر ‏الإسلامي بشدة بهذه الجريمة، ووصف الاعتداء بأنه سلوك مدان وغير ‏مسؤول، ولا يمكن التغاضي عنه تحت أية ذريعة.
‏وأوضحت هيئة علماء المسلمين بالعراق أن حادث الاعتداء يقف وراءه ‏عدد ‏من جنود الاحتلال وليس جنديًا واحدًا كما يدعي المحتل الأمريكي، مبينة ‏مدى استخفاف واستفزاز ‏المحتل لمشاعر المسلمين، متسائلة عن السبب ‏وراء عدم محاسبة ‏بقية الجنود المشاركين في الجريمة .‏
وبينت الهيئة أن ردة فعل المحتل الأمريكي بترحيل واحد من جنوده، تفتح ‏‏الباب واسعًا أمام جنودها لمزيد من الانتهاكات والاعتداءات على القرآن ‏‏الكريم ومقدسات المسلمين،‎ ‎والتذرع بهذه الأفعال الشائنة لنيل (المكافأة) ‏‏والرجوع إلى بلادهم .‏‎‏ ‏