
نفت تقارير صحفية ما أشاعته الحكومة العراقية حول اعتذار الرئيس الأمريكي جورج بوش هاتفيًا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول قيام بعض جنوده في العراق بتدنيس المصحف الشريف باتخاذه غرضًا للرماية .
وأوضحت تلك التقارير أن بوش أعرب عن قلقه خلال اتصاله بالمالكي إزاء ما فعله "الجندي الأمريكي"، بجعله المصحف الشريف هدفًا للرماية أثناء تدريب روتيني وأطلق عليه عدة رصاصات.
وكان بيان صادر عن الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، قد زعم أن المالكي أبلغ بوش "استياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين للجندي"، مشيرًا إلأى أن الرئيس الأمريكي قدم للمالكي اعتذارًا رسميًا، ووعد بتقديم "الجندي المسيء" إلى المحاكمة.
وما أكد صحة التقارير ما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، والتي لم تشر إلى "اعتذار" بوش المزعوم، حيث قصرت حديثها عن كون بوش أعرب للمالكي عن "قلقه العميق" إزاء الموضوع، وأن الإدارة الأمريكية تأخذ هذه القضية على محمل الجد، مشيرة إلى أنه تم تأنيب الجندي ونقله من العراق.
ولم تتخذ حكومة نوري المالكي الشيعية الموالية للاحتلال، أي رد فعل مندد تجاه الاعتداء على المصحف الشريف؛ للحفاظ على علاقاتها بإدارة بوش، كما أنها لم تعط الجريمة ما تستحقه من إدانة إعلامية وسياسية، الأمر الذي عرضها لانتقاد شعبي كبير.
وكانت مجموعة تابعة لجيش الاحتلال الأمريكي قد أطلقت النار على نسخة من المصحف اتخذوها هدفاً للرمي في الرضوانية قرب بغداد، كما كتبوا على إحدى صفحات المصحف كلامًا مشينًا .
ومن جهته أعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد، في لقاء مع زعماء العشائر بمنطقة "الرضوانية"، عن بالغ أسف الجيش بالنيابة عن "الجندي" الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64.
وبحسب ما زعمه مسؤولون أمريكيون فإن تحقيقًا عسكرياً قد أدان "الجندي" وأعفاه من منصبه حيث سيتم إعادته للولايات المتحدة.
وأثار اعتداء الجنود الأمريكيين بالعراق على المصحف الشريف عاصفة من الغضب بين مسلمي العالم، حيث أدانت رابطة علماء المسلمين في فلسطين بشدة هذا الاعتداء وطالبت بمحاكمة مرتكبه، ووصفت الحادث بأنه تطاول ووقاحة على الله عز وجل ورسوله، وعلى مليار ونصف مليار مسلم، وتحد صارخ لمشاعرهم وعقيدتهم.
وطالبت الرابطة الإدارة الأمريكية بالاعتذار رسميًا للمسلمين كافة عن هذه الجريمة ومعاقبة مرتكبيها لعدم تكرارها، كما طالبت المسلمين في العالم حكامًا وشعوبًا بإدانة هذه الجريمة والانتصار لكتاب الله عز وجل "القران الكريم" الذي هو دستور المسلمين.
مضيفة أنه على جميع المسلمين حكامًا وشعوبًا التوقف عن موالاة الأمريكان ومساعدتهم أو التنسيق معهم لإنفاذ مخططاتهم المعادية للإسلام والمسلمين.
ومن جهته ندد الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بشدة بهذه الجريمة، ووصف الاعتداء بأنه سلوك مدان وغير مسؤول، ولا يمكن التغاضي عنه تحت أية ذريعة.
وأوضحت هيئة علماء المسلمين بالعراق أن حادث الاعتداء يقف وراءه عدد من جنود الاحتلال وليس جنديًا واحدًا كما يدعي المحتل الأمريكي، مبينة مدى استخفاف واستفزاز المحتل لمشاعر المسلمين، متسائلة عن السبب وراء عدم محاسبة بقية الجنود المشاركين في الجريمة .
وبينت الهيئة أن ردة فعل المحتل الأمريكي بترحيل واحد من جنوده، تفتح الباب واسعًا أمام جنودها لمزيد من الانتهاكات والاعتداءات على القرآن الكريم ومقدسات المسلمين، والتذرع بهذه الأفعال الشائنة لنيل (المكافأة) والرجوع إلى بلادهم .