أنت هنا

17 جمادى الأول 1429
المسلم-وكالات:

تدفق اليوم الخميس نحو ستة آلاف يهودي، قادمين من الكيان الصهيوني وعدة بلدان أوروبية على جزيرة "جربة" التونسية، استعدادا لأداء شعائرهم السنوية المعروفة بـ"الهيلولة" في كنيس "الغريبة" الذي يزعمون أنه ثاني أقدم المعابد اليهودية بعد القدس المحتلة.

ولقي اليهود لدى وصولهم إلى تونس استقبال لافتا وترحيبا كبيرا من الحكومة التونسية التي جندت الآلاف من قواها الأمنية لحمايتهم وفرضت إجراءات صارمة لتوفير الراحة لهم. ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى ايليا خذير، كبير حاخامات لندن قوله: "إن اليهود خرجوا بكثافة من تونس، لكن تونس لم تخرج من قلوب اليهود". واعتبر إبرهام هوس، كبير حاخامات برلين "أنه أمر مثير أن يتجمع يهود في بلد مسلم لأداء شعائرهم وهم يحسون بأنهم مرحب بهم". وأضاف: "صدقني لقد نزلت دموعي لأني جئت إلى هنا..إنه أمر مميز وفوق الوصف".

ويشهد الطقس الذي يطلق عليه "الزيارة" مشاركة وزراء ونواب من "الكنيست" يأتون إلى جربة على متن الرحلات المباشرة لشركة "العال" بين مطاري "بن جوريون" وجربة، فيما يحضره أيضا وزير تونسي، عادة ما يكون وزير السياحة والصناعات التقليدية والترفيه. وتتولى شركة "كارتاجو" للنقل الجوي التونسية الخاصة نقل اليهود من خارج الكيان الصهيوني إلى جربة.

ومن المعروف أن شركة "كارتاجو"، التي يملكها شقيق عقيلة الرئيس التونسي، بلحسن الطرابلسي هي شركة الطيران الخاصة الثالثة في تونس بعد شركتين أخريين يملك الأولى رجل الأعمال عزيز ميلاد، والثانية صهر الرئيس التونسي سليم شيبوب.

ولا يحتاج اليهود "الإسرائيليون" إلى تأشيرة دخول لتونس، وفقا لما ذكره كبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتروك، وهو من أصل تونسي، الذي أكد أنه صدرت تعليمات رئاسية بتسهيل إجراءات دخول "الإسرائيليين" الراغبين بزيارة الأراضي التونسية. ونقلت وكالات الأنباء عن سيتروك قوله إن الرئيس ابن أبلغه أنه منذ الآن لن يطلب من حملة جوازات السفر "الإسرائيلية" إيداع جوازاتهم عند دخول البلاد، كما كان معهودا، وإنما الدخول كباقي المواطنين الأجانب.

وكان كنيس "الغريبة" اليهودي في جزيرة "جربة" الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس قد تعرض عام 2002 إلى هجوم تبناه تنظيم "القاعدة" خلّف 21 قتيلا أغلبهم من السياح الألمان.

ويحضر الاحتفالات اليهودية لهذا العام بتونس كبير الحاخامات الألماني ابرهام هوس، وعضو الكنيست "الاسرائيلي" دافيد طال، وبيار بسنان رئيس الصندوق الاجتماعي الموحد لليهود بفرنسا.

ولم يتبق من نحو 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوى نحو 1500 بعد أن هاجرت غالبية الطائفة اليهودية من تونس إلى الكيان الصهيوني وأوروبا.