أنت هنا

20 جمادى الأول 1429
المسلم-وكالات:

يجري، اليوم الأحد، انتخاب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وسط حضور دولي واسع، يتقدمه وزيرا خارجية سوريا وإيران، التي اعتبر أحد أعضاء مجلس الخبراء فيها ما حدث انتصارا لـ "حزب الله" يفوق "الانتصار" على "اسرائيل" في حرب الأيام الـ33.
وسيكون سليمان البالغ من العمر نحو 60 عاما الرئيس الثاني عشر للبنان وثالث قائد للجيش يصل الى هذا المنصب. وسيخلف إميل لحود الذي غادر قصر بعبدا في 23 نوفمبر الماضي، وظل المنصب شاغرا منذ ذلك الحين.
وكانت الأكثرية النيابية طرحت في ديسمبر من العام الماضي اسم سليمان كمرشح توافقي، لكن المعارضة الموالية لسوريا وإيران اشترطت لانتخابه سلة متكاملة، أبرز بنودها حكومة جديدة تتمتع فيها المعارضة بالثلث المعطل وتقسيم بيروت إلى دوائر انتخابية جديدة، وتغيير قانون الانتخاب، وهي المطالب التي حصلت عليها جميعا في اتفاق الدوحة.
وستـُمـَثــَّلُ الحكومة ُ في الجلسة البرلمانية، برئيسِها فؤاد السنيورة ووزرائـِها. وبعد إنتهاءِ عمليةِ الانتخاب، يـُغادرُ رئيسُ المجلس وزعيم حركة "أمل" الشيعية نبيه بري القاعة، ليعود برفقةِ العماد سليمان الذي سيؤدي القسمَ الدستوري، ثم يـُلقي خطابا ً يـَعرضُ فيه ابرزَ خطوطِ عهدهِ الذي يستمرُّ ستَ سنوات.
ومن المقرر أن يحضر مراسم التنصيب وزير خارجية إيران منوشهر متكي، الذي تعتبر بلاده الداعم الرئيسي لحزب الله ابرز مكونات المعارضة، إضافة إلى وزير خارجية سوريا (أبرز اللاعبين على الساحة السورية الآن) وليد المعلم. وتشكل مشاركة المعلم أول زيارة علنية إلى لبنان يقوم بها مسؤول سوري رفيع منذ انسحاب القوات السورية في ابريل عام 2005 في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وأكد مصدرٌ حكوميٌ لبناني أنَّ وزيرَيْ الخارجيةِ السعودي والمصري سيحضران جلسة َ الانتخاب، كما يحضرها أمير قطر، ورئيسُ وزرائها، وأمين عام الجامعة العربية، ووزراءُ خارجيةِ دول الوفد العربي الذي شاركَ قطر في رعاية اتفاق الدوحة، وهي الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن.

أما بالنسبة للدول الأوروبية فيحضر الجلسة وزراءُ خارجية فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والممثلُ الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وسيمثـِلُ الولايات المتحدة في الجلسة، وفدٌ من الكونجرس الأمريكي.
ويحضر المراسم كذلك كذلك وزير خارجية تركيا علي باباجان.
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إنه لا يرغب في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم. وأضاف السنيورة في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أنه يغادر كرسي رئيس الوزراء بضمير مرتاح، على الرغم من "الاتهامات التي واجهها والمعاملة غير العادلة من جانب المعارضة اللبنانية"، مؤكدا أنه سيتخذ القرارات ذاتها التي اتخذها لو عاد به الزمن.
وقال السنيورة البالغ من العمر 64 عاما إنه شغل منصب رئيس الحكومة ثلاث سنوات، معربا عن اعتقاده بأنه "آن أوان التغيير". لكن رئيس الوزراء اللبناني أوضح أن القرار النهائي بيد الأكثرية النيابية التي ستناقش الأمر خلال الأيام المقبلة. وأضاف: "بالنسبة لي فقد اكتفيت وأريد الرحيل ومتابعة أمور أخرى".

على صعيد متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن عضو مجلس الخبراء في إيران رجل الدين المحافظ أحمد خاتمي قوله في خطبة الجمعة بجامعة طهران أول من أمس إن "'الانتصار السياسي لحزب الله في هذه الفترة ليس اقل شأناً من الانتصار العسكري في حرب الأيام الـ 33"، معتبرا أن "بعض الدول العربية اتخذ مواقف سيئة للغاية خلال أحداث لبنان، وأساء إلى حزب الله وإيران، ولكن في نهاية المطاف تحقق ما سعى إليه حزب الله منذ 18 شهراً".
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد ذكرت أن اتفاق الدوحة كرّس حقيقة صارخة، وهي أن "ميلشيا "حزب الله" الشيعية باتت تمسك بتوازن القوى في لبنان، سياسيا وعسكريا"، مشيرة إلى حصول حلفاء سوريا وإيران في لبنان على أبرز مطلبين لهما وهما الثلث المعطل الذي يمنحهم حق (الفيتو) على أي قرار لا يوافقون عليه، وتقسيم بيروت إلى دوائر انتخابية جديدة، على الرغم من أن الحكومة وفريق 14 آذار كانا يصران في السابق على رفض ذلك تماما. ووصفت الصحيفة هذه الخطوة من جانب الحكومة اللبنانية بأنها "أكبر تنازل" قدمته للمعارضة، بالإضافة إلى تراجعها عن قراراتها بخصوص شبكة اتصالات "حزب الله"، حيث إن كل ما حدث سواء في بيروت أو الدوحة ضمن عدم حدوث أي خطوة تتعلق بنزع سلاح "حزب الله" الشيعي ما يبقيه القوة الرئيسية واللاعب الأبرز على الساحة اللبنانية.