أنت هنا

21 جمادى الأول 1429
المسلم - صحف

ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عددها الصادر أمس الأحد أن ‏ذوي الأطفال الذين يعانون من مرض ثقب القلب يرفضون السفر إلى تل ‏أبيب لإجراء عمليات تنقذ أطفالهم من الموت، وإن كانت بالمجان، خشية ‏لحوق العار بهم .‏
وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد دمر عام 2003 عيادة القلب الرائدة التي ‏كانت تجري عمليات ثقب القلب في بغداد، دون أن تسارع إلى إعادة بنائها ‏وتجهيزها بعد سقوط بغداد في أيديهم تحت ما ادعوه من "عميات إعادة ‏الإعمار" .‏
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العراقيين قبلوا العرض "الإسرائيلي" مع ‏رفض الكشف عن المكان الذي عُولج فيه أطفالهم, في ذات الوقت الذي ‏فضل فيه الكثيرون عناء البحث عن العلاج في البلدان العربية رغم المبالغ ‏الكبيرة التي تتكلفها تلك العملية .‏
وأرجعت صنداي تايمز سبب تفضيل العراقيين تكلف هذه المبالغ التي ‏تتخطى العشرين ألف دولار بدل العلاج المجاني في تل أبيب إلى خشيتهم ‏من وَصْمة العار التي ستلحقهم إن قبلوا العلاج في "إسرائيل". ‏
وأوردت الصحيفة قصة أم عراقية سافرت للأردن من أجل علاج طفلتها، ‏لكنها حينما علمت أن العلاج سيكون في مركز وولفسون بـ"إسرائيل" ‏رفضت ذلك، قائلة: إنها لم تكن تعلم قبل التوجه إلى الأردن أن العملية ‏ستكون في "إسرائيل".
وأوضحت الأم موقفها بقولها: "نحن أعداء إسرائيل حتى قبل أن نولد, ‏ونعتقد جازمين أنهم أعداؤنا, ولا يمكن تغيير ذلك بين عشية وضحاها".‏
وقالت أم أخرى بعد أن تمكنت من ضم ابنها لمجموعة أطفال سيعالجون في ‏الجزائر: "الآن يمكنني أن أنام بضمير مرتاح ورأس مرفوع بدل الذل ‏والهوان الذي كان سيخلفه لدي علاج ابني في إسرائيل". ‏
لكن بعض الأسر وجدت نفسها مضطرة لقبول العرض الإسرائيلي, ‏وصرحت بأنها لم تكن تتوقع رد فعل الأقارب, فيما أعرب آخرون عن بالغ ‏قلقهم من نظرة العار التي يتوقعونها في أعين عوائلهم وأقاربهم في العراق.‏