
ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في عددها الصادر أمس الأحد أن ذوي الأطفال الذين يعانون من مرض ثقب القلب يرفضون السفر إلى تل أبيب لإجراء عمليات تنقذ أطفالهم من الموت، وإن كانت بالمجان، خشية لحوق العار بهم .
وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد دمر عام 2003 عيادة القلب الرائدة التي كانت تجري عمليات ثقب القلب في بغداد، دون أن تسارع إلى إعادة بنائها وتجهيزها بعد سقوط بغداد في أيديهم تحت ما ادعوه من "عميات إعادة الإعمار" .
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العراقيين قبلوا العرض "الإسرائيلي" مع رفض الكشف عن المكان الذي عُولج فيه أطفالهم, في ذات الوقت الذي فضل فيه الكثيرون عناء البحث عن العلاج في البلدان العربية رغم المبالغ الكبيرة التي تتكلفها تلك العملية .
وأرجعت صنداي تايمز سبب تفضيل العراقيين تكلف هذه المبالغ التي تتخطى العشرين ألف دولار بدل العلاج المجاني في تل أبيب إلى خشيتهم من وَصْمة العار التي ستلحقهم إن قبلوا العلاج في "إسرائيل".
وأوردت الصحيفة قصة أم عراقية سافرت للأردن من أجل علاج طفلتها، لكنها حينما علمت أن العلاج سيكون في مركز وولفسون بـ"إسرائيل" رفضت ذلك، قائلة: إنها لم تكن تعلم قبل التوجه إلى الأردن أن العملية ستكون في "إسرائيل".
وأوضحت الأم موقفها بقولها: "نحن أعداء إسرائيل حتى قبل أن نولد, ونعتقد جازمين أنهم أعداؤنا, ولا يمكن تغيير ذلك بين عشية وضحاها".
وقالت أم أخرى بعد أن تمكنت من ضم ابنها لمجموعة أطفال سيعالجون في الجزائر: "الآن يمكنني أن أنام بضمير مرتاح ورأس مرفوع بدل الذل والهوان الذي كان سيخلفه لدي علاج ابني في إسرائيل".
لكن بعض الأسر وجدت نفسها مضطرة لقبول العرض الإسرائيلي, وصرحت بأنها لم تكن تتوقع رد فعل الأقارب, فيما أعرب آخرون عن بالغ قلقهم من نظرة العار التي يتوقعونها في أعين عوائلهم وأقاربهم في العراق.