أنت هنا

26 جمادى الأول 1429
المسلم-متابعات:

أكد المحلل السياسي ستيفن والت، الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية أن الاحتلال الأمريكي للعراق أسهم في تعزيز النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين، لافتاً إلى أنه لولا اللوبي "الإسرائيلي" كأحد الأسباب الرئيسية لاحتلال العراق، لما تمكنت الولايات المتحدة من غزوه.

وقال والت، مؤلف كتاب "اللوبي "الإسرائيلي" في أمريكا"، في محاضرة استضافتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس: "إن غزو العراق أسهم في تزايد النفوذ الإيراني هناك، فضلا عن إضعاف القوة العراقية مقابل الإيرانية"، معتبرا أن "فكرة الغزو لم تكن فكرة مجدية".

وتناول مؤلف كتاب "اللوبي "الإسرائيلي" في أمريكا"، طبيعة هذا اللوبي، وتأثيره في صنع السياسة الأمريكية الخارجية، وبخاصة في الشرق الأوسط. وحرص والت في المحاضرة التي ألقاها، على تأكيد أن هذا اللوبي قادر على تغيير السياسات الأمريكية لمصلحة "إسرائيل".

وأكد المحلل السياسي الأمريكي أن اللوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة نجح في استمالة كل من يتولى منصبا في الإدارة الأمريكية أو كل من يحظى بعضوية الكونجرس، وذلك بدعمه بالمال مباشرة، حتى وصل هذا الدعم لمنظمة "إيتاك" وحدها لنحو 55 مليون دولار.

ونيجة لتأثير اللوبي الصهيوني، حظي الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" بقدر كبير من التأييد في داخل أوساط الإدارة الأمريكية، حتى أصبحت "إسرائيل" أكثر الدول التي تحظى بالمعونة الأمريكية. وكان نتيجة لهذا الدعم الأمريكي، الذي وصفه والت بالمطلق، أن السياسة الأمريكية لم تنتقد السياسة "الإسرائيلية" على الإطلاق، حتى إن المرشحين الثلاثة للرئاسة يعملون على مناصرة "إسرائيل".

وقال والت: إن تأثير اللوبي الصهيوني في أمريكا لا يقف فقط عند الجوانب السياسية، حيث يتشكل من منظمات عديدة، تعمل بصورة فاعلة من أجل دعم العلاقة الخاصة بين أمريكا و"إسرائيل". وأضاف أن اللوبي "الإسرائيلي" حريص على مراقبة موقف الإعلام منه، وبخاصة في أمريكا وأوروبا، منوهاً إلى أن تأثيره يتعاظم ضد كل الآراء غير الداعمة لـ "إسرائيل"، واستشهد على ذلك بحملته ضد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، عند تأليفه كتابه الذي انتقد فيه الممارسات "الإسرائيلية" العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.