27 رمضان 1429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل لقد تم قبولي ولله الحمد في برنامج الماجستير في جامعة الطائف للعام القادم بمشيئة الله في تخصص علم النفس التربوي.
كيف أعد نفسي للمرحلة القادمة؟
ما هي الكتب التي أقرأها الآن (قبل الدراسة) لأنني في الحقيقة أريد أن أكون مفيدا ونافعا للأمة في هذا التخصص وأسأل الله ألا يكون همي الشهادة فقط وحتى أتفادى الأفكار السيئة التي في علم النفس وما فيه كذلك من شطحات.
وجزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

أشكرك على ثقتك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد وبعد
أولاً تهنئتنا لك بالقبول في الدراسات العليا، ونسأل الله تعالى أن يجعل عملك في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن يجعل دراستك عوناً على الطاعة، ثم خدمة الإسلام والمسلمين.
وتخصص علم النفس التربوي وإن كان يعد من العلوم الحديثة نسبياً كمجال علم النفس بشكل لعام إلا أن له جذور تاريخية كما أن له شواهد من التاريخ الإسلامي متنوعة ومتعددة وفيها من الفوائد الثرية والفنية التي تفيدك في دراستك وتقديم مشروعات وأفكار رائدة ومفيدة ودراسة علم النفس بشكل عام والتربوي بشكل خاص دراسة علمية من منظور عربي وإسلامي واجتماعي تمثل حاجة ماسة لتصحيح مسارات غفلنا عن تصويبها فترة من الزمن وهناك كثير من الباحثين الذين اعتمدوا في مراجعهم على الدراسات الغربية وأخذوها كما هي مسلمات دون النظر عما يحتويه بعضها من مغالطات خاصة في النظريات الشمولية والنمو العقلي والذكاء الفطري وغيرها من الموضوعات التي شابها كثير من اللغط حول ما هية مفاهيمها العلمية والتربوية.
وتوجد عدة دراسات مختصة ومتميزة في علم النفس تكتظ بها أرفف المكتبات العامة والخاصة ومكتبات الجامعات في المملكة وخارجها وهي تحتاج إلى فض الغبار عنها وكشف ما فيها من فوائد وإخراجه للناس بصورة مشوقة وجاذبة تلامس حياتهم وتعالج قضاياهم، وقد خرجت بالفعل بعض الكتب النافعة في الآونة الأخيرة مثل (علم النفس الدعوي، نحو علم نفس تربوي، علم النفس في منظور إسلامي) وغيرها من الكتب، والمهم في ذلك أن تكون لديك خطة جيدة ومشرف أو مشرفة واع أو واعية، صاحب أو صاحبة فكر مستنير يدرك أو تدرك أهمية الموضوع واختياره والدور الذي يحققه طرح الموضوع من فوائد للناس، كما يمكنك الاستفادة بعدد من المواقع التربوية ومراجعها التربوية في علم النفس، إضافة إلى التواصل مع أساتذة وأستاذات علم النفس في جامعتك خاصة الذي يحملون هم التربية، وهذا كله لا يغني عن الدعاء والإخلاص لله تعالى وسؤاله التوفيق والهداية والرشاد.
والله معك