10 رجب 1429

السؤال

فضيلة الشيخ:
ما هو القول الراجح في مضاعفة أجر الصلاة في الحرم وهل يتعدى على كل مساجدها؟

أجاب عنها:
سليمان الأصقه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح في مضاعفة الصلاة الوارد في الأحاديث أنه خاص بالمسجد الحرام الذي حول الكعبة ولا يتعدى إلى سائر الحرم ولا إلى سائر مكة بل هو خاص بالمسجد الذي حول الكعبة لأدلة كثيرة من أبرزها ما يلي:
أولاً: ما أخرجه مسلم في صحيحه برقم 1396 عن ميمونة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صلاة فيه – أي المسجد النبوي – أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة" فخص المضاعفة بمسجد الكعبة دون ما سواه من مساجد الحرم فضلاً عن غيرها.
ثانياً: أن أحاديث مضاعفة الصلاة جاءت بتفضيل الصلاة في المسجد النبوي خاصة بألف صلاة كالحديث السابق وكحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" متفق عليه – البخاري برقم 1190، ومسلم برقم 1394 – وفي رواية لمسلم "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام" وكحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" ونحوها.
وهذه المضاعفة للصلاة في المسجد النبوي جاء على غيره من المساجد ثم استثنى من ذلك المسجد الحرام مما يدل على أن المستثنى هو المسجد خاصة الذي حول الكعبة حتى يكون المستثنى من جنس المستثنى منه فكما أن الفضل خاص في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خاص في المسجد الحرام لأن الكلام من أوله عن فضل المساجد فيكون آخر الحديث يتعلق بالمسجد أيضاً وقد جاء منصوصاً في حديث ميمونة السابق، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.