قلب إليك يا ولدي ينبض بكل جميل , وعين ترعاك بينما أنت تخطو خطواتك نحو مستقبل واعد , ويد حانية تربت على كتفك عند كل كبوة أو هفوة , تدعوك للصبر والثبات على كل المحن .. وأمنيات تحيطك أبعثها إليك عبر كل نسمة عذبة , وكل شعاع مضىء .
لست هنا اليوم ياولدي الحبيب لأبني سورا من حولك من أوامر ونواه , ولست هنا لأحيطك بغضبات وصراخات تجرك نحو ماأريد من اختيارات الحياة .
إنك يابني سترى طوال عمرك صنوفا من الناس لم تكن تظن أن تراهم , وأنواعا من البشر مختلفة متباينة , سترى المهمل والمهتم , وترى المنحرف والمستقيم , وترى المتدين والعاصي , وترى المتمرد والسلس , وترى المتواد والنافر , وترى البر والفاجر , وغيرهم من الصنوف .
فإذا مررت بتلك الصنوف فتذكر أن حريتك ههنا هي اختيار أهل الخير والعدل والحق من هؤلاء , ليصيروا لك أصدقاء وصحبة , وحريتك ههنا أن تسعى أن تصلح القابلين للإصلاح ولا توافقهم على أخطائهم , وأن تمنع الفاجرين – مااستطعت – من فجرهم , بينما أنت تنشر الخير في كل مكان .
حريتك يا ولدي العزيز أن تكون مشعل نور وهداية للآخرين من أبناء جيلك وغيرهم , ومعول بناء وإصلاح لكل ماهدم من صروح , وصوت علم وبصيرة لكل جاهل أو تائه أو غافل .
إن الحرية أن تكون لربك في كل وقت حافظا , ولنفسك في كل موقف مربيا , ولمجتمعك في كل حال نافعا , ولمستقبلك في كل فعل منجزا , أضاء الله صدرك بالإيمان , وأنار دربك بقبول نصحي إليك ..