كم هو مؤلم أن نكتشف أننا أمة تعيش مستوى من الضحالة الدينية و الأخلاقية و الفكرية ما يجعلنا أساري مسلسلات ! و أن تتصدر أخبار هذه المسلسلات المنتديات و الصحف , و أن تخصص البرامج لمناقشتها و تحليلها , بل و أن تصبح آثارها مادة دسمة لمواقع و صحف الإخبار الغريبة و العجيبة!
هل نحن أمة افتراضية ؟ هل هو الخواء الروحي و الوجداني ؟
بعيداً عن محتوى هذه المسلسلات ( و التي لا يُشك في مخالفتها للشرع و الأخلاق ) , ألا يشكل تعلق الأسر العربية بهذه المسلسلات و بهذا الشكل الهستيري ظاهرة تستحق التأمل و الدراسة؟ لا أتحدث عن مراهقين و مراهقات , بل أتحدث عن أُسر بكامل أفرادها وقعت تحت تأثير هذه المسلسلات ما تسبب في حدوث العديد من المشكلات الأسرية , بل وصل الأمر إلى أن تتسبب هذه المسلسلات في أزمة نيابية في أحدى البلدان العربية على خلفية قيام وزيرة (و في سلوك أقرب إلى سلوك المراهقين ) بالتقاط الصور التذكارية مع أحد الممثلين !
إن من المسلم به أن الإعلام في عالمنا العربي ( عموماً ) بات يلعب دوراً هداماً بكل معنى الكلمة , خاصة تلك القنوات التي تولت عرض هذه المسلسلات و التي أثبتت الدراسات التي أجريت على عينة من برامجها أنها تدعو للحرية والتفلت من القيموالاعتقادات الدينية (1) , كما رأى المراقبون أن هذه القنوات أصبحت تقدم المشاهد الساخنة والتطاول على الذات الإلهية "مجانا" لكل منزل , و أن نوعية الأفلام والمسلسلات الأجنبية والعربية التيتبثها تهدف لتهيئة المجتمعات المسلمة لتقبل بعض الظواهرالمنتشرة في الغرب مثل الشذوذ والعلاقات المحرمة وغيرها(2)