أنت هنا

14 رمضان 1429
المسلم-وكالات:

تزامنا مع دراسة ألمانية نبهت إلى أن تحاليل عينات مياه الشرب في قطاع غزة أكدت وجود نسبة عالية من مادة النيترات المؤكسدة التي تؤدي إلى أضرار صحية لدى الأطفال الصغار، حذر مسؤولون فلسطينيون من "كارثة" تهدد مياه الشرب في قطاع غزة مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر وما يتمخض عنه من ارتفاع معدلات التلوث ونقص الإمكانات.

وأشار المسؤولون إلى أنه في الوقت الذي تعتبر أزمة المياه معضلة عالمية وإقليمية وتعاني منها كافة مناطق الأراضي الفلسطينية، فإن لقطاع غزة - وبحسب دراسات علمية - نصيباً أكبر من الخطورة يمضي نحو معدلات أشد كارثية على المدى القريب مع استمرار فرض الحصار المشدد والنمو السكاني المطرد.

وقال الخبير في شؤون البيئة يوسف أبو صفية: إن المياه في غزة تتسم بمعدلات تلوث خطيرة، مؤكدا أنها تفتقر بشدة لشروط منظمة الصحة العالمية للمياه بشكلها الطبيعي والصحي للإنسان.

من جهته أوضح المسؤول في إدارة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل، أن آبار المياه الجوفية هي المصدر الوحيد لمياه الشرب في غزة بوجود 42 بئرا تغطي احتياجات السكان بإنتاج يومي يصل إلى 90 ألف كوب يوميا. وذكر أن الضخ المتواصل لآبار المياه الجوفية في غزة أدى لارتفاع نسبة الكلوريد والملوحة، كما أدى إلى وصول مياه البحر إلى الآبار الجوفية القريبة من شاطئ البحر.

وتقول "مصلحة مياه بلديات الساحل" المسؤولة عن قطاع المياه في غزة، إن الحصار "الإسرائيلي" وتجميد المؤسسات المانحة للمشاريع الاستثمارية منذ ثلاثة أعوام أدى إلى توقف العديد من المشاريع الحيوية لقطاع الصرف الصحي والمياه، ما أدى إلى استمرار وتيرة تدهور وضع المياه وزيادة التلوث. ويقول المهندس منذر شبلاق مدير مصلحة مياه الساحل في القطاع، إن جميع مرافق المياه والصرف الصحي في القطاع البالغة 180 مرفقا منها 140 بئر مياه، بحاجة لصيانة دورية وقطع غيار ومستلزمات فنية غير متوفرة في الأسواق المحلية جراء الحصار.

 وكانت دراسة ألمانية نبهت إلى أن تحاليل عينات مياه الشرب في قطاع غزة أكدت وجود نسبة عالية من مادة النيترات المؤكسدة التي تؤدي إلى أضرار صحية لدى الأطفال الصغار.

وذكر مركز "هيلمهولتس" لأبحاث البيئة في مدينة "لايبزج" في شرق ألمانيا أن النسب الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لمادة النيترات في مياه الشرب وهي 50 ملليجراماً في اللتر الواحد يزداد تركيزها في مياه الشرب في القطاع بنسب تتراوح بين الضعفين وثمانية أضعاف.

وأظهرت نتائج الأبحاث أن التحاليل التي أجريت على الأطفال الصغار في القطاع أثبتت نقص كرات الدم الحمراء لدى نصف الأطفال تقريبا وذلك بسبب ارتفاع نسب النيترات في مياه الشرب المتوفرة من الينابيع والمياه الجوفية.