أنت هنا

14 رمضان 1429
المسلم-(واس):

في لقاء خاص بثه التلفزيون السعودي في تمام الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم الأحد، شرح رئيس مجلس القضاء الأعلى، عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، حقيقة فتواه حول جواز قتل ملاك الفضائيات قضاءً، وهي الفتوى التي حرفت عن وجهتها وأخرجت عن سياقها من قبل بعض الأوساط المغرضة.

وأوضح الشيخ اللحيدان أنه على الرغم من مرور أشهر على هذه الفتوى التي صدرت في شوال لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض فإن البعض تناقلها وكأنها صدرت حديثا. وبعد أن أكد انتقاده للكثير مما تبثه الفضائيات العربية، وقال: "ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية"، ذكر أن فتواه تمّ تحريفها وإخراجها عن سياقها. وأشار إلى أن المقصود الفضائيات التي تُرَوِّج للسحر والشعوذة، والتي تبثّ ما يفسد عقائد الناس من شركٍ بالله، وأضاف: "فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الاستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبية أو يتلقفه أناس من داخل المملكة لا يسمعون كامل الجواب فيظنون رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء (...) لا يتوقع من عاش هذه المدة في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لا يتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال أنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل، لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا وأن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد".

 واعتبر رئيس مجلس القضاء الأعلى أن ما قاله عن قتل أصحاب هذه القنوات- إذا لم يتوقفوا عن بثّ تلك المواد- إنما هو من شأن السلطة وبعد استكمال مراحل التقاضي.
وتابع الشيخ اللحيدان قائلا: "في هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوه وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بالمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف و نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها، فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هؤلاء بأن عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم و تضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا إلى سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لأصحاب تلك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرئها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.
وأن هؤلاء المسؤولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وتمادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم وأنا قلت قضاءً، ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للادعاء لهيئة الادعاء العام و يسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية، ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة، الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرضى المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى من الهيئات تلك لتدرس، وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة".

 ثم ختم الشيخ اللحيدان حديثه بـ"السؤال من الله جلت قدرته وعلا مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلامية في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد والارتقاء .