7 جمادى الثانية 1439

السؤال

تأتيني بالأحلام فتاة كنت رفضت المعصية معها، وهي تضحك بشكل مرعب وأنا أبكي بحرقة لدرجة بعد أن أستيقظ من الفزع أرى الدموع على المخدة.. بعدها ذهبت إلى شيخ وقرأ علي القرآن ووصف لي بعض الأدوية منها الزيت والماء المقروء.. تعالجت فترة ثم قال لي في إحدى الجلسات أني تحسنت وتعافيت. سافرت بعدها مع أهلي لإحدى الدول الأوربية.. هنا انقطعت وانتهت مواعيد الشيخ والعلاج.. ارتحت فترة.. بعدها رجعت الكوابيس ولكن هذه المرة كانت مختلفة.. أتذكر مرة كنت نائماً.. أحسست أن هناك شيئاً يجلس على ظهري ويريد أن يقبلني.. بعد جهد طويل ولله الحمد تركني الشيء وفتحت عيوني مباشرةً.. بعدها صرت أخاف من الظلام. الآن أبلغ من العمر 33 سنة وأصبح لدي ضغط دم وقلق وضيق بالنفس وتسارع ضربات القلب وأرق وبالي مشتت دائماً. تعبت نفسياً وأصبح وجود أصدقائي يزعجني، صرت أحب الوحدة وأصبح كلام زوجتي يضايقني وأتشاجر معها بعصبيه في أمور صغيره وبسيطة.. أشعر أيضاً أني مريض ولا أعرف مكان المرض بالضبط ولكن أعرف أني لست بخير، تعب جسدي وعندما أذهب إلى المستشفى يقولون لي ليس بي شيء، فبماذا تنصحني يا شيخ.. وجزاك الله خير الجزاء.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

بداية أسأل الله لك الشفاء والعافية والصحة والسلامة من كل سوء وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك شفاء لا يغادر سقماً.

 

ثم دعني أوصيك بعدة أمور:

فقد وصفت لنا حالتك، وبان أنها معاناة نفسية، نتج عنها أضرار بدنية من التوتر وكثرة النوم والعصبية الزائدة وضغط الدم وغيره.

 

والحقيقة إنني لا أحسب أن بداية حالتك هذه بداية قريبة بل لعلها بداية منذ وقت بعيد ثم تراكمت وتطورت.

 

فالأحلام السيئة التي تراها وتتكرر معك وينتج منها الخوف والرعب والألم هذه إنما هي من الشيطان ولا شك.

 

وإنما يأتيك الشيطان – الشيطانه – في صورة هذه الفتاة التي تحدثت عنها لأثر هذه الحادثة في نفسك.

 

فمعاناتك لها شقان، شق مرضي نفسي يحل بالعلاج الطبي، وشق آخر نفسي يحل بكثرة الذكر والرقى والعبادة.

 

فأما الشق الأول فأنصحك بزيارة طبيب نفسي متميز، وبالمتابعة العلاجية معه، ولا تتأخر في ذلك.

 

وبهذا الشق أيضاً عليك مجاهدة نفسك وتغيير حالك، بل وتغيير سكنك إن تيسر لك، لتقوم وحدك متوكلاً على الله وتقاوم كسلك وتطرد حزنك وهمك بكل ما من ظنك أنه يطرد الحزن وأحسنها الصلاة وذكر الله.

 

وأما الشق الآخر فدعني أنصحك فيه ببعض نصائح:

أولا: عليك أن تستعيذ بالله من الشيطان إذا رأيت ما يفزعك أو يزعجك، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" رواه البخاري.

 

وفي رواية: "فإذا رأى أحدكم ما يكره فليستعذ بالله من الشيطان وليتفل عن شماله ثلاثاً وليتغير عن جنبه الذي كان عليه".

 

ثانيا: عليك الالتزام التام بأذكار النوم، وأهم ذلك:

- قراءة آية الكرسي

- قراءة أواخر سورة البقرة "ابتداء من آمن الرسول...".

- ضم الكفين وقراءة المعوذات (سورة الإخلاص والفلق والناس) ثلاث مرات، تنفخ بعد القراءة كل مرة في يديك وتمسح بهما على جسدك.

- تسبح 33 وتحمد الله 33 وتكبر 34.

- ثم تنام ولا تتكلم في شأن الدنيا.

 

ثالثا: عليك الالتزام التام بأذكار الصباح والمساء، وخصوصاً قراءة المعوذات في المساء وبقية الأذكار.

 

رابعا: أن ترقي نفسك كثيراً، بأن تضع يدك على رأسك أو مكان الألم وتقرأ الرقية، فعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها" متفق عليه.

 

خامسا: ويمكنك أن تقرأ ما تيسر من القرآن (الفاتحة والكرسي والمعوذات وغيرها) على بعض الماء ثم تغتسل به أياماً متتابعة.

 

سادسا: أن تنتظم في قراءة القرآن الكريم بشكل يومي حتى إذا ختمته بدأت من جديد وهكذا.

 

سابعا: أن تلجأ إلى الله سبحانه بالدعاء والرجاء أن يفرج عنك همك ويزيح شكواك.

 

ثامنا: عليك بصحبة خير، تقضي معهم وقتاً من الأعمال الطيبة الحسنة..

 

تاسعا: ضع نفسك في عمل مناسب، واشغل وقتك به ومارس من الأعمال ما تستطيع فهو خير لك ليضاد كسلك وحزنك، وأكثر من الدعاء "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل" البخاري.

 

عاشرا: ثق في الله سبحانه وأحسن الظن فيه عز وجل وانتظر الفرج فإن مع العسر يسراً.