3 ذو القعدة 1439

السؤال

كيف أعرف صحة طريقي وصوابيته وكيف أختار ذلك في ظل كل هذه الطرق المختلفة؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فهناك عدة عوامل وأسباب تساعد على تحقيق ما ذكرت.

الأول: اللجوء إلى الله سبحانه، ودعاؤه، ورجاؤه، أن يبصرك بطريقك، أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

 

الثاني: تطهير القلب من أمراضه، وجعله سليماً من الشبهات والشهوات، وإخلاصه لله سبحانه، وتجرده له بتوحيده سبحانه.

قال ابن القيم: "ولا يتم للقلب سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص، وهذه الخمسة حجب عن الله".

 

الثالث: الاهتمام بتصحيح العمل بالإخلاص ومتابعة السنة، مع كثرة ذكره سبحانه واستغفاره، فذلك يضيء الطريق ويقوي البصيرة.

 

الرابع: ارتباطك فيمن تثق في دينه وعلمه، مما يعينك على الصواب، ويشترط لمن تتابعهم عدة شروط لازمة:

1- أن يتصف بالعلم الراسخ المشهود له من العلماء؛ فإن لم تجد فالأمثل فالأمثل.

2- أن يكون متخصصاً فيما يتصدر له.

3- أن يكون صالحاً تقياً.

4- ألا يكون صاحب بدعة أو هوى.

 

الخامس: أن تجتهد في التعلم والقراءة – في وجود مرشد وموجه صالح خبير يعلمك الغث من السمين ويصوب قراءتك -، كما تجتهد في حضور مجالس العلماء والترقي في مدارج العلوم بطرقها المختلفة.

 

وبهذا تتفتح آفاقك ويستضيء طريقك ويبين لك الصواب.. والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.