4 ربيع الثاني 1440

السؤال

ابني عمره 10 سنوات، وحيد في المنزل، عمل "بحث" في يوتيوب عن صحن الطائر وعالَم ثانٍ وشاهد مقطعاً فيه أن أحداً ينزل من العالم الثاني ويسرق شخصاً من منزله ومن هذا الوقت انقلبت حياته كلها خوفاً. أرجو التوجيه والمساعدة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل أشكر لك اهتمامك بابنك وأنصحك بما يلي:

- أن تكون أنت وأمه مثالاً للهدوء والاستقرار والسكينة، فأنتما المؤثر الأهم في حياة الطفل ومنكما سيبدأ العلاج.

 

- احرص على أن يكون هناك جو أسري محيط يتميز بالطمأنينة والأمان بقدر الإمكان.

 

- هناك جانب نفسي داخلي يؤثر في شعور الخوف، نريد أن نلمسه عند الطفل، ولن نستطيع علاجه إلا بكثرة التراكم الانفعالي الإيجابي (عدم التعرض للمخاوف - التهدئة - حكايات الشجاعة وغيرها).

 

- هناك جانب معرفي عند الطفل نريد بناءه، ويمكن بناؤه عن طريق الخطاب العقلي (مم تخاف؟ لا يوجد ما تخاف منه.. ليس هناك سبب لخوفك... نحن جميعاً نعيش حولك... كلنا نخاف لكن يجب أن يكون خوفنا من شيء ما معروف.. وهكذا).

 

- محاولة تقليل أثر المثير الشرطي للخوف، بمعنى أنه لو كان يخاف من شيء علينا أن نتدرج في إسقاط هيبة ذلك الشيء بطريقة أو بأخرى، ثم باعتماد طرائق مختلفة مثل التعايش المؤقت مع ما يخافه وهكذا..

 

- يلزمنا ههنا أن نهتم ببناء الثقة في نفس الطفل، بتعريفه قدراته ومميزاته، ونشجع إبداعاته، ونتحدث أمامه عن ذلك.. وهكذا.

 

- يجب علينا ابتداء أن نبث معاني الإيمان في قلب الطفل، فنفهمه معنى الإيمان، ومعنى قوة الله سبحانه وقدرته وعظمته، ومعنى أنه من حفظ الله يحفظه، والإيمان بالملائكة الذين يحفظون المؤمنين، ومعاني الاحتماء بالله سبحانه والالتجاء له والاستعانة به على كل خوف.

 

- يلزمنا أيضاً ههنا أن نعلمه الدعاء، والرجاء، وأن ندربه على أن يلجأ إلى الله سبحانه "الله معك" "الله يحفظك"... الله معي... الله حافظي.

 

- لنحذر من الاستهزاء بالطفل في خوفه أو بالسخرية من آلامه وإلا بدأ في إخفائها وتفاقم مرضه.

 

- كذلك لنحذر من إرغام الطفل على ما يكرهه أو يخاف منه مرة واحدة أو فجأة أو مثال ذلك..

 

وأخيرا أنصحك بالرقى الصالحة من الكتاب والسنة بالفاتحة والمعوذات بشكل يومي مع الاهتمام بذلك، وتعليمه أذكار الصباح والمساء والاهتمام بثباته عليها وتكراره لها... حفظ الله ولدك.