من أسباب الاختلاف: قلة العلم وسرد القرآن دون فهمه وتدبره
20 جمادى الثانية 1439
د. محمد العبدة

عن ابن عباس قال : قدم على عمر رجل فجعل عمر يسأله عن الناس فقال : ياأمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا ، فقلت ( ابن عباس ) : والله ماأحب أن يسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة ، قال : فزبرني عمر ثم قال : مه ( أي أسكته ) فانطلقت الى منزلي مكتئباً حزيناً فقلت قد كنت من هذا ( من عمر ) بمنزلة ولا أراني إلا قد سقطت من نفسه فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي ومابي وجع ، فبينا أنا على ذلك قيل لي : أجب  أمير المؤمنين فخرجت فإذا هو قائم على الباب ينتظرني فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال : ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفاً ؟ قلت : يا أمير المؤمنين إن كنت أسأت فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت ، فقال : لتخبرني ، قلت : متى ما يسارعوا هذه المسارعة يحتقوا ( يختصموا ويقول كل واحد الحق معي ) ومتى ما يحتقوا يختصموا ومتى ما اختصموا يختلفوا ومتى ما يختلفوا يقتتلوا ، قال : لله أبوك لقد كنت أكتمها للناس حتى جئت بها .
سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٤٩

قلت : رضي الله عن ابن عباس إنه غواص وهكذا فليكن الفقه في دين الله .