عندما تغرق دوما في الجثث
23 رجب 1439
خالد مصطفى

جريمة جديدة تشهدها مدينة دوما السورية التي رفضت الاستسلام لنظام الأسد وداعميه, ورفض أهلها التهجير القسري الذي يريد نظام الأسد فرضه على الشعب السوري الذي يرفض الحكم الطائفي المستبد..

 

فبعد حصار دام  أكثر من 5 أعوام صمد أهالي الدوما فيها أمام الجوع والعطش ونقص الدواء ومع هطول القذائف بشكل شبه يومي دون أن تتزحزح إرادة هذا الشعب القوي لم يجد نظام الأسد سوى السلاح الكيماوي لكي يبيد أهالي الدوما أو يجبرهم على التهجير القسري...

 

وبعد أن نجح نظام الأسد بدعم من روسيا وإيران في تهجير أهالي الغوطة لم يبق أمام نظام الأسد سوى أهالي الدوما التي تعد آخر معاقل المعارضة قرب دمشق فقام بقصفها بالكيماوي بعد أن مرت عمليات قصف مشابهة من قبل مرور الكرام...

 

لقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الأحد، صور وأخبار مجزرة دوما المفجعة والصادمة التي تسبب بها قصف قوات النظام السوري لمدينة دوما المحاصرة شرقي دمشق بالأسلحة الكيمياوية، حيث أفادت مصادر طبية وميدانية بارتفاع عدد ضحايا غارات النظام السوري بغاز الكلور لـ 100 قتيل وإصابة المئات من الأطفال والنساء بالاختناق جراء الهجمات بالغازات السامة...وغرق موقع تويتر بصور الجثث والأطفال وعيونهم الحائرة بين الدماء والسماء، وعبر المغردون من جميع أنحاء العالم عن استنكارهم لما يحدث من إبادة جماعية بتوقيع من رئيس النظام السوري وروسيا وإيران، بحسب أحد المغردين.

 

فيما أظهرت عشرات الفيديوهات، مقاطع تبدو وكأنها من الأفلام حيث الدمار والدخان يغطي المكان...الجريمة المروعة هزت العالم الذي صمت سنوات طويلة على جرائم نظام الأسد وتهاون في عقوبته بعد استخدامه السلاح الكيماوي على نطاق واسع ضد المدنيين...وقد دعت  وزارة الخارجية الأميركية، المجتمع الدولي إلى "رد فوري" إذا تأكدت تقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم بأسلحة كيمياوية على مستشفى في دوما بسوريا...وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت في بيان "هذه التقارير مروعة وتتطلب رداً فورياً من المجتمع الدولي إذا تأكدت"...وكتبت منظمة الخوذ البيضاء على حسابها على تويتر عن ازدياد في حالات اختناق في صفوف المدنيين بعد استهداف أحد الأحياء السكنية في مدينة دوما بغارة محملة بغازات لكلور السامة...

 

وأشارت بعض المصادر إلى ارتفاع حصيلة ضحايا قصف نظام الأسد بالغازات السامة على دوما إلى 150 قتيلا..

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ عشرات الأشخاص بينهم أطفال أصيبوا بحالات اختناق إثر قصف جوي شنته قوات الأسد على مدينة دوما..من جهتها, دعت الحكومة البريطانية، المجتمع الدولي إلى "تحقيق عاجل" في الهجوم الكيماوي المروع وأفاد بيان صادر عن مكتب الخارجية البريطانية، نشرته على موقعها الإلكتروني: "هذه التقارير المقلقة للغاية عن هجوم كيماوي ومقتل عدد كبير من الأشخاص، فيما لو صحّت، ستكون دليلا جديدا على وحشية (بشار) الأسد ضد المدنيين الأبرياء، وتجاهل داعميه للمعايير الدولية"..وأضاف البيان: "هناك حاجة لإجراء تحقيق عاجل، كما يجب على المجتمع الدولي أن يستجيب (للتقارير). وإننا ندعو نظام الأسد وداعميه، روسيا وإيران، إلى وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء"...

 

هذه المجزرة المروعة ليست الأولى من قبل نظام الأسد ضد المدنيين وقد لا تكون الأخيرة في ظل الفيتو الروسي والتخاذل الدولي المشبوه والذي يثير العديد من علامات الاستفهام حيث تتكرر الإدانات الدولية والتصريحات الحكومية التي تطالب بعقوبات وتنفيذ هجمات ضد نظام الأسد من أجل امتصاص غضب الشعوب وبالتدريج تنتهي الأمور إلى لا شيء وتعود الجرائم من جديد كأن شيئا لم يكن.