الغدر الصهيوني يصل ماليزيا
6 شعبان 1439
خالد مصطفى

جريمة جديدة تحمل بصمات الموساد الصهيوني تم ارتكابها ضد أحد العلماء الفلسطينيين في مكان يبعد آلاف الأميال عن فلسطين حيث أقدم مسلحان على اغتيال العالم فادي البطش أثناء توجهه لصلاة الفجر في منطقة سكنه في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في حين اتهمت عائلة البطش في غزة جهاز الموساد باغتياله...

 

وبحسب قائد شرطة المدينة داتوك سيري مازلان لازم، فإن البطش كان في طريقه إلى مسجد مجاور لسكنه في منطقة غومباك شمال العاصمة عندما أطلق عليه المهاجمان النار...

 

وأشار قائد الشرطة إلى أن المهاجميْن استهدفا البطش بعشر طلقات نارية أصابته أربع منها، مما أدى إلى مقتله على الفور، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة في القضية...

 

ولفت بعض المصلين إلى أن ملامح المهاجميْن لم تكن آسيوية وإنما كانا ضخمين وذوي بشرة شقراء، وأنهما مكثا مدة طويلة أمام المسجد يتفحصان المصلين...ويعمل الدكتور فادي البطش (35 عاما) -وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية- محاضرا في جامعة ماليزية خاصة، وهو في الأصل من سكان مدينة جباليا في قطاع غزة.. والبطش عالم متخصص في الهندسة الكهربائية، وحصل على عدد من الجوائز العلمية، أبرزُها جائزة منحة "خزانة" الماليزية عام 2016 كأول عربي يتوج بها، كما حصل على براءات اختراع عدة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء...

 

الإعلام الصهيوني ألمح إلى تورط الموساد في الاغتيال حيث قال، إن الأكاديمي فادي البطش، الذي اغتيل فجر السبت بماليزيا، "مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار"، على حد قوله. وعنونت القناة العبرية العاشرة على موقعها الإلكتروني "اغتيال مهندس حماس في ماليزيا" .
من جهتها أشارت القناة العبرية الثانية إلى البطش بصفته "مهندس كهربائي وخبير في الطائرات بدون طيار في ماليزيا"...

 

ولفتت إلى أنه "تردد في الأوساط الإسرائيلية، منذ فترة، أن ماليزيا تسمح بتجنيد وتدريب ناشطي حماس على أراضيها"...وأضافت "أنه وفقا لتقارير (لم تحددها) فإن ناشطين من قوة خاصة لحماس تدربوا في ماليزيا على الطيران بالمظلات استعدادا لتنفيذ هجوم في إسرائيل"، على حد زعمها...

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف الموساد قادة وعلماء فلسطينيين أو داعمين للقضية الفلسطينية في الخارج دون أن يعترف بذلك بشكل صريح ومن أمثلة ذلك في 15 ديمسبر 2017، عندما اغتيل المهندس التونسي محمد الزواري، بـ 20 رصاصة؛ 3 منها استهدفت جمجمته، في حين أُصيب بـ 17 رصاصة في بقية جسمه..وفي فبراير 2016، اغتيل القيادي في الجبهة الشعبية، عمر النايف، على يد جهاز الموساد ، داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا، بعد سلسلة تهديدات تلقّاها, وبحسب موظفي السفارة، فقد عُثر على عمر في الحديقة الخلفيّة للمبنى، ينزف من وجهه والجزء العلوي من جسده، قبل أن يفارق الحياة ويُنقل بسيارة الإسعاف إلى المستشفى...وفي يناير 2010، اغتيل محمود المبحوح، أحد قيادات حركة حماس، أثناء تواجده في أحد فنادق دبي بالإمارات، واتُّهم جهاز "الموساد" بالوقوف وراء العملية التي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة...

 

وتعرّض المبحوح لأربع محاولات اغتيال فاشلة، وفي الخامسة قُتل، عن عمر يناهز الخمسين، عبر حقنه بمادة شديدة السمّية سبّبت له شللاً بعضلات جسده، إلى جانب توقف الجهاز التنفسي، ما أدّى إلى وفاته على الفور...

 

هذه الاغتيالات المستمرة منذ سنوات لم تصل التحقيقات فيها إلى أي نتائج ملموسة رغم معرفة من يقف خلفها وهو ما يفتح المجال واسعا لتكرار مثل هذه الجرائم ما دام الجاني يفلت دائما من العقاب.