أذناب فرنسا بالجزائر يطلون من جديد
14 شعبان 1439
خالد مصطفى

بعد احتلال دام أكثر من 100 عام تمكنت فرنسا من زرع أذناب لها داخل المجتمع الجزائري يروجون لأفكارها ويسعون لتغييب هويتها الدينية والثقافية التي فشل الاحتلال طوال هذه العقود الطويلة في زعزعتها رغم المحاولات المضنية التي بذلها...

 

قد يكون الاحتلال الفرنسي نجح في نشر لغته بين أبناء الجزائر وتمكن من اغتصاب أرضهم لسنوات ونهب خيراتها وارتكب العديد من الجرائم البشعة ضد أهلها لكنه أبدا لم يستطع السيطرة على الجذور الثقافية والوطنية والدينية لمعظم أبناء الشعب الجزائري الذين ظلوا يكافحون الاحتلال بقوة وشموخ رغم عدد الشهداء الكبيرالذين ارتقوا من أجل تحرير أرضهم والذي تجاوز المليون شهيد..لكن الاحتلال الفرنسي الشرس استطاع أن يخترق بعض شرائح المجتمع وبث سمومه داخلها حيث أصبحت هذه الفئة تعمل وحتى هذه اللحظة لصالح الأفكار والعقائد المشبوهة التي جاء بها هذا الاحتلال...

 

وقد عانى المجتمع الجزائري بعد تحرير أرضه من هؤلاء الذين سعوا بكل قوة من أجل إشاعة الفوضى والانحلال باسم "المدنية والتحضر" ووجدوا مقاومة شديدة من كافة شرائح المجتمع الذين أصروا على التمسك بهويتهم العربية والإسلامية..لقد أطل هؤلاء الأذناب مؤخرا من جديد برؤوسهم عندما تفجرت قضية المقال الذي نشر في فرنسا وتضمن المطالبة بإبطال سور من القرآن! ونشرته صحيفة “لوباريزين” وحض الموقعون الـ300 على المقال، وبينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس، سلطات المسلمين على إبطال سور القرآن التي تدعو إلى "قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين", على حد قولهم...

 

وتلقف المقال أحد أذناب فرنسا في الجزائر حيث دعا باحث في علم الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مدينة وهران الجزائرية، إلى إلغاء سورة الإخلاص ودرس فرائض الوضوء من المناهج التعليم الابتدائي، وبرر دعوته بأن "الطلاب الصغار يلقون صعوبة في فهم معنى تلك الفرائض على الرغم من سهولة حفظها", على حد زعمه...لقد أدت الدعوة إلى موجة من السخط والغليان في فرنسا والعالم الإسلامي حيث رفض العشرات من أئمة فرنسا، التصريحات التي تزعم أن القرآن الكريم يدعو إلى القتل...

 

وكتب 30 إماما في مقال نشرته صحيفة لوموند «ندعو بقية مواطنينا وخصوصا المثقفين والسياسيين الى البرهنة على حكمة اكبر». وأضافوا ان فكرة أن القرآن بحد ذاته يدعو الى القتل تتسم «بعنف غير معقول»، مشيرين إلى «أنها توحي بأن المسلمين لا يمكنهم أن يكونوا مسالمين ما لم يبتعدوا عن ديانتهم»، مدينين «جهلا مضرا» وغير مثمر...

 

كما شهدت الساحة الجزائرية، حالة من الغليان الشعبي بعد المقترحات المتعلقة بإلغاء سورة الإخلاص من مناهج التعليم، والتي تزامنت مع الدعوات الفرنسية لحذف بعض السور من القرآن..

 

إن قضية زعزعة العقيدة في نفوس المسلمين أصبحت رائجة الآن في المجتمعات الغربية التي طالما تشدقت بدفاعها عن حرية العقيدة ولكن الوقائع أثبتت أن العقيدة التي يدافعون عنها هي أي عقيدة غير عقيدة المسلمين التي أصبحت تمثل بالنسبة للغرب خطرا داهما بسبب حيويتها وسرعة انتشارها رغم موجات الافتراء المتزايدة ضدها..الغرب لا يستطيع أن يصرح بالطبع بالأسباب الحقيقية وراء هجومه المستمر على عقيدة المسلمين لكنه يتخفى وراء أكاذيب مثل "الدعوة للقتل ومعاداة السامية" وغيرها من الترهات في وقت لم يقل لنا ما رأيه في عقيدة الصهاينة التي تدعو لقتل الفلسطينيين واغتصاب أرضهم كما يقول عدد من حاخاماتهم, وموقفه منها؟!