أولى تداعيات نتائج الانتخابات اللبنانية
23 شعبان 1439
د. زياد الشامي

لم يكن ما قام به أتباع حزب الله اللبناني من استفزازت طائفية في وسط العاصمة بيروت بعد ظهور نتائج أولية للانتخابات النيابية التي أظهرت حصول الرافضة من مرشحي حزب الله وحركة أمل وحلفائهم من التيار الوطني الحر على مقاعد برلمانية تجعل منهم أغلبية ....مفاجئا أو غير متوقع في ظل تاريخهم الحافل في لبنان والمنطقة بالشعارات الطائفية والإرهاب الممنهج .

 

 

ما شهدته العاصمة اللبنانية بيروت أمس من ترديد أنصار ميليشيا “حزب الله” لشعارات طائفية من أمثال " بيروت أصبحت بالكامل شيعية" خلال مسيرات جابت الشوارع عقب ظهور النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية يذكرنا بما تقوم به تلك المليشيات في شوراع دمشق وفي أبرز المناطق التاريخية ذات العلاقة المباشرة بتاريخ الأمويين بعد أن بات للرافضة موطأ قدم وهيمنة وقرار في قلب أقدم عواصم العالم .

 

 

اللطيمات التي تتعمد المليشيا الصفوية تصويرها ونشرها على مواقع التواصل من قلب سوق الحميدية وأمام الجامع الأموي بدمشق وفي شتى المدن والبلدات السورية التي احتلتها , و فيديوهات تهديد أهالي الشام بالقتل والذبح والتهجير كما جاء على لسان أحد أتباعهم خلال مراسم تشييع أحد قتلاهم في قلب دمشق....هي في الحقيقة مغزى ما يسعى إليه المشروع الصفوي الذي يتطابق في كثير من وسائله وأهدافه مع المشروع الصهيوني .

 

 

ما قام به أتباع الرافضة في بيروت من ترديد شعارات طائفية ومحاولة استفزاز أنصار تيار المستقبل من خلال رفع علم "حزب الله" فوق تمثال رئيس الوزراء الأسبق "رفيق الحريري" وتحطيم لافتات تحمل صورة ابنه "سعد الحريري" هي أولى تداعيات فوز الحزب وحلفائه بأغلبية مقاعد البرلمان على لبنان .

 

 

النتائج الأولية للانتخابات أظهرت فوز حزب الله وحلفائه على أكثر من نصف مقاعد البرلمان على حساب تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري الذي اعترف بأن تياره خسر ثلث مقاعده في البرلمان الحالي .

 

 

لن تتوقف تداعيات ترسيخ هيمنة حزب الله وحلفائه على لبنان من خلال فوزهم بمزيد من المقاعد في البرلمان على الشعارات الطائفية واستفزاز مكونات الشعب اللبناني باستهداف رموزه وقدواته وحتى معتقداته فحسب , بل ستتعداها إلى ما هو أنكى من ذلك وأدهى في قابل الأيام .

 

 

يكفي أن نذكر في هذا المقام الآثار السلبية المباشرة لما قامت به مليشيا حزب الله من ممارسات استفزازية بالأمس على المجتمع اللبناني , سواء من حيث ترسيخ الفكر الطائفي وتعميق التفكك و شرعنة العنف والاعتداء على رموز الغير باسم الاحتفال بالفوز والنصر .

 

 

فقد تداول ناشطون ووسائل إعلام لبنانية وعربية على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الإثنين شريطاً مصوراً يوثق لحظة حرق شبان لراية ميليشيا "حزب الله" اللبناني وسط مدينة بيروت ردا على استفزازات قام بها مناصرو الميليشيا وسط العاصمة اللبنانية بالتزامن مع صدور نتائج أولية .

 

 

ويظهر في الفيديو مجموعة من الشبان وهم يوقدون النيران براية ميليشيا حزب الله في حين تظهر لافتة على الأرض تحت أقدام الشبان مكتوب عليها "جمعية المشاريع – حركة أمل" فيما يبدو إشارة إلى انخراط "حركة أمل" المتحالفة مع ميليشيا "حزب الله" في استفزاز بقية اللبنانيين .

 

 

وسائل إعلام عربية ذكرت أن إحراق علم الميليشيا يأتي بعد تجدد الاشتباكات بين مناصري (تيار المستقبل) وميليشيا "حزب الله" بعد استفزاز مناصري الأخير لشبان من تيار المستقبل في بيروت، حيث يظهر في أحد الفيديوهات دخول مجموعة من مناصري الميليشيا إلى منطقة (عائشة بكار) محاولين استفزاز أنصار تيار المستقبل .

 

 

لا يبدو أن في أجندة مليشيا حزب الله وأسياده في طهران إمكانية لقبول الآخر أو التعايش معه تحت أي صيغة من الصيغ اللهم إلا صيغة الخضوع والاستسلام وتبني مذهبهم الطائفي , فمشروعهم قائم على الهيمنة وفرض المذهب الباطل على الغير أو قتله وتهجيره من أرضه إن كانت لهم شوكة وقوة , وعلى إثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل داخل المجتمعات التي آوتهم واحتضنتهم إن كانوا أقلية أو غير قادرين على فرض مشروعهم الخبيث .