لاتنسوا إخوانكم في رمضان
2 رمضان 1439
خالد مصطفى

مع قدوم شهر رمضان المبارك تعم الفرحة العالم الإسلامي لما لهذا الشهر من فضائل عظيمة ولكن في نفس الوقت على المسلمين ألا ينسوا إخوانهم الذين يعانون من الظلم والاضطهاد بالدعاء ودعمهم بشتى أنواع المساعدة المتاحة...

 

رمضان المبارك يأتي هذا العام ودماء الفلسطينيين لم تبرد على حدود غزة حيث قتل الاحتلال الصهيوني عشرات الأبرياء بالرصاص الحي في مجزرة تقشعر لها الأبدان دون ذنب اقترفوه سوى أنهم عبروا عن احتجاجهم السلمي على احتلال أرضهم وطردهم منها وسط صمت دولي مطبق ودعم غير محدود من أكبر دولة في العالم والتي أصرت على مكافأة الاحتلال بنقل سفارتها للقدس المحتلة رغم ما يمثله ذلك من طعنة مؤلمة للشعب الفلسطيني..

 

يأتي رمضان هذا العام والحداد يعم فلسطين ومئات البيوت قد فقدت أحد أبنائها جراء رصاص الاحتلال الغادر, كما يأتي وأكثر من مليون مواطن في غزة يعانون من حصار مشدد لا يسمح لهم بالطعام أو الشراب أو الكهرباء أو الأدوية ومع ذلك لاتتحرك الأمم المتحدة المخولة من دول العالم للدفاع عن حقوق الإنسان لتخفيف هذه الجريمة احتراما للشهر الكريم...

 

كذلك يأتي الشهر الكريم وإخواننا في تركستان الشرقية يعانون الأمرين جراء ممارسات الاحتلال الصيني الذي وصل به الأمر لزرع رجل أمن داخل كل بيت مسلم لمراقبة أهله ومنعهم من الصلاة والصوم وقراءة القرآن..

 

وكان الاحتلال الصيني قد منع المسلمين في الأعوام الماضية من الصيام وهددهم بالاعتقال والغرامة في حال مخالفة أوامره, كما وضع برامج تجسس على هواتفهم المحمولة لكي يرصد كل كلمة يلفظونها...

 

كما يأتي الشهر المبارك وإخواننا من مسلمي الروهينغيا يعانون من ظروف مأساوية داخل ميانمار جراء انتهاكات الحكومة والميليشيات البوذية ضدهم والتي تشمل القتل والتعذيب والاعتقال وحرق المنازل, وخارجها جراء نقص الأغذية والمياه الصالحة للشرب داخل مخيماتهم في بنغلاديش التي تعاني أيضا من السيول الجارفة جراء دخول موسم الأمطار دون استعدادات مناسبة نظرا لفشل الأمم المتحدة في جمع الأموال اللازمة لدعمهم...

 

كما لا يمكن في هذا الشهر الكريم أن ننسى إخواننا في سوريا الذين يعانون من التهجير القسري على أيدي نظام الأسد وحلفائه حيث يتركون بيوتهم رغما عنهم بعد قصفهم بالطائرات والأسلحة الثقيلة والغازات السامة وبعد ذلك يتم نهب منازلهم على أيدي شبيحة النظام بالإضافة للملايين من اللاجئين السوريين خارج بلادهم والذين يعانون من العنصرية ونقص المساعدات, والنازحين داخلها والذين يتعرضون لشتى أنواع الابتزاز..

 

كما لا يمكن أن ننسى أوضاع المسلمين في سريلانكا والهند والجرائم العنصرية التي يتعرضون لها بسبب دينهم ومحاولة تهجيرهم قسرا من مناطقهم وتغاضي السلطات عن معاقبة مرتكبي هذه الجرائم...

 

هذا غيض من فيض مما يجري للمسلمين في بعض البلدان وغيرها الكثير, ولا يصح لمن يعيش آمنا في بيته ووسط أهله أن ينسى هؤلاء في هذا الشهر الكريم ولو بالدعاء.