خبران غربيان يستحقان: صح النوم!!
12 ذو القعدة 1439
منذر الأسعد

وزارة الخزانة الأمريكية تتوعد حزب الله وتؤكد أن زمان التهاون مع تمويله قد ولَّى!
قد تكون الوزارة جادَّة في تهديدها، ولكن السؤال المسكوت عنه: لماذا كان التهاون أصلاً؟!

 

 

ما قبل أوباما وما بعده!
يعد هجاء الإدارة الأمريكية السابقة بندًا رئيسيًا في جدول أعمال الرئيس الحالي دونالد ترمب، الذي تعهد في حملته الانتخابية بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلَفُه باراك أوباما مع إيران. وقد وفَّى ترمب بتعهده.

 

ويأخذ خصوم الرئيس السابق عليه أنه كان متلهفًا لتوقيع ذاك الاتفاق، فسمح لطهران بابتزازه في سوريا وأوقف حملة أمنية مضنية قادتها واشنطن للقضاء على شبكات ضخمة لتهريب المخدرات تابعة لحزب الله اللبناني (( عرفت عملية كشف الشبكة التي تنتمي لحزب الله وتورطت في الإتجار بالمخدرات وتهريبها إلى أمريكا وأوروبا والاستعانة بالأموال الناتجة عنها لتمويل قتال الحزب المصنف على قائمة الإرهاب في سوريا، باسم علمية كاساندرا، وقد شاركت فيها أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا)).

 

تلك حقائق لا جدال فيها.. لكنها لا تحجب حقيقةً أكبر تتلخص في أن التساهل مع توغل السرطان الإيراني في المشرق العربي، أسبق كثيراً  من عهد أوباما.

 

ولأن المجال لا يتسع لبسط ما مضى، يكفي السؤال عن أسرار الاستمرار في التهاون الأمريكي نفسه مع جرائم ملالي قم منذ دخول ترمب إلى البيت الأبيض حتى الآن؟

 

إذ يبدو الآن أن هنالك جديداً غير الثرثرة، ففي الأسبوع الماضي كشفت وحدة المعلومات المالية (هيئة أرجنتينية مكلفة مكافحة تمويل الإرهاب وتبييضها)، أنها جمدت أصولا لمجموعة "بركات" التابعة لميليشيا حزب الله الارهابي ويترأسها أسعد أحمد بركات.

 

حيث قامت الهيئة منذ أعوام بفتح تحقيق بممارسات شبكة بركات، التي تنشط في المثلث الحدودي المشترك بين الأرجنتين والبرازيل وبارغواي. كما أمرت السلطات بتجميد جميع أموالها وأصولها وفقا لقوانين محاربة الإرهاب الأرجنتينية. بالإضافة الى انها أعلنت أن 14 شخصًا ضمن هذه الشبكة كانوا يعبرون الحدود من البرازيل دون الإفصاح عما يحملونه من أموال ويقومون بتصريف ما يزيد على 10 ملايين دولار في أحد الكازينوهات كوسيلة لتمويل ميليشيا الحزب الإرهابية، وذلك حسب البيان الصادر من الهيئة الذي أوضح أن مجموعة بركات، أو عشيرة بركات كما تُعرف، ويرأسها أسعد أحمد بركات المصنف ضمن لائحة الإرهاب الأميركية منذ عام 2004، متورطة بالإضافة إلى تمويل الإرهاب بجرائم تهريب وتزوير الأموال والوثائق وتجارة المخدرات والابتزاز وتجارة السلاح وتبييض الأموال.

 

وفي السياق نفسه، قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، إنه بحث في أنقرة عددًا من الملفات بينها مكافحة تمويل الإرهاب، والعقوبات الأمريكية على إيران وانعكاساتها على الاقتصاد التركي. وأشار المسؤول الأمريكي الذي زار تركيا مطلع الأسبوع إلى أن "الأنشطة الإيرانية تتمثل بدعم حزب الله اللبناني وحركة طالبان وتنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى" على حد قوله.

 

نواة مطاردة متأخرة
في 17 من شهر أيار/ مايو الماضي قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية بإدراج ممول حزب الله محمد إبراهيم بزّي وممثل حزب الله في إيران عبد الله صفيّ الدين بوصفهما إرهابيَّين عالميَّين مخصّصَين بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يستهدف الإرهابيين ومن يقدم الدعم للإرهابيين أو لأعمال الإرهاب. كما أُدرجت خمس شركات تقع في أوربا وغرب أفريقيا والشرق الأوسط بصفتها مؤسسات إرهابية محددة، لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة محمد بزي وأحد الأفراد المعيَّنين الآخرين.

 

 

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين، “هذا الإجراء يسلّط الضوء على الازدواجية والسلوك المشين لحزب الله وداعميه الإيرانيين. فعلى الرغم من مزاعم نصر الله، فإن حزب الله يستخدم ممولين مثل بزّي مرتبطين بتجار المخدرات ويقومون بغسل الأموال لتمويل الإرهاب.” وأضاف، “لا يمكن التسامح مع الأعمال الوحشية والفاسدة لأبرز ممولي حزب الله. إن هذه الإدارة سوف تكشف وتعطل شبكات حزب الله وإيران الإرهابية في كل منعطف، بمن فيهم أولئك الذين لديهم علاقات مع المصرف المركزي الإيراني.”

 

(( يمتلك بزي أو يسيطر على خمس شركات تقع في أوروبا وغرب أفريقيا، والشرق الأوسط وتقوم بغسيل أموال المخدرات في مجالات نفطية وغيرها لحساب حزب الله، بزي وصفي الدين عمل سابقا مع البنك المركزي الإيراني، الذي حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية مؤخرا ضلوعه في تسهيل حصول الحرس الثوري على مئات الملايين من الدولارات في الولايات المتحدة لتعزيز التواصل المصرفي بين إيران ولبنا بحسب موقع
 U.S. Department of the Treasury . المتخصص))

 

 

إرهابي لكنه مقبول
لتفسير الاضطراب الأمريكي الذي قد يكون متعمدًا إزاء حزب الله، يجب الرجوع إلى الوراء قليلًا.. وبالضبط إلى 15/2/2018 عندما كان وزير الخارجية الأمريكية حينئذ ريك تلرسون يقوم بجولة في المنطقة، فقال كلاماً ينقض آخرُه أولَه..فقد اعتبر أن الحزب  يشكّل جزءاً من العملية السياسية في لبنان، لكنه  قال لاحقًا: إن الحزب المذكور يهدّد أمن لبنان.

 

وكان تصريح تلرسون الذي أدلى به من العاصمة الأردنية عمان قبل انتقاله إلى لبنان، خلق ضجة واسعة في  وسائل الإعلام الأمريكية، كما تعرّض الوزير إلى حملة انتقادات واسعة على موقع تويتر، ومنها  رد  مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن الديمقراطية، الذي كتب: "حزب الله جزء من العملية السياسية في لبنان بالطريقة نفسها التي يُعَدّ بها الحرس الثوري جزءاً من العملية السياسية في إيران، أيْ عبر التخويف والعنف.. علينا أن نقاوم هذا الأمر لا أن نعترف به".