ماذا بعد اعتراف مجلس الأمن؟
13 ذو القعدة 1439
خالد مصطفى

جاء اعتراف مجلس الأمن الدولي بالتقصير في أزمة مسلمي الروهينغيا متأخرا وبعد أن قتل الآلاف وتم تشريد أكثر من مليون شخص واغتصبت النساء داخل معسكرات الاعتقال وخارجها وفقد عشرات الآلاف من الأطفال ذويهم في جرائم مروعة ضد الإنسانية لو حدثت لمنتمين لديانة أخرى غير الإسلام لقامت الدنيا ولم تقعد ولتم فرض عقوبات صارمة على مرتكبيها...

 

مجلس الأمن وبعد سنوات طويلة من التصريحات الهادئة والأفعال الباردة اعترف على لسان رئيسه الحالي بأنه كان من المفروض أن يتصرف بطريقة أفضل حيال أزمة الروهينغيا فقد قال رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير أولوف سكوغ، إن الأوضاع الحالية في ميانمار، لا تسمح بالعودة الكريمة والطوعية والآمنة للاجئين الروهينغيا المتواجدين حاليًا بمخيمات "كوكس بازار" في بنغلاديش...

 

تصريحات "سكوغ" جاءت قبيل لحظات من بدء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول أوضاع الروهينغيا في ميانمار...وشدد السفير السويدي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الشهر الجاري على أن "مجلس الأمن كان من الممكن أن يتصرف بصورة أفضل منذ اندلاع أزمة الروهينغيا.. والطريق ما زال طويلا أمام المجلس لكي يحدث هذا"...

 

وأوضح، أن "أعضاء المجلس سيستمعون إلى أول إفادة من قبل مبعوثة الأمين العام إلى ميانمار، كريستين برغنر، حول زيارتها الأخيرة التي قامت بها إلى كل من ميانمار وبنغلاديش؛ فضلا عن إفادة أخرى بشأن أوضاع حقوق الإنسان للاجئين الروهينغيا"...

 

لكن الاعتراف المتأخر لمجلس الأمن لم يكشف نوعية التقصير وماهية التصرف الأفضل حيال الأزمة المتفاقمة والمتواصلة حتى هذه اللحظة وما هي الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل تصحيح الأوضاع...لقد اكتفى رئيس المجلس بالقول بأن "الطريق لا زال طويلا", ولم يشرح لنا ما هي خطته من أجل إنقاذ اللاجئين الروهينغيا الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية في مخيمات بالية ببنغلاديش الفقيرة التي شكت مر الشكوى من نقص الموارد من أجل مواجهة هذه الأزمة الخطيرة خصوصا في موسم الأمطار والسيول..

 

لقد أفادنا رئيس المجلس بأن الأوضاع الحالية لا تسمح بعودة اللاجئين إلى ديارهم وهو كلام معروف ومن نافلة القول ولكن الأهم هو كيف يمكن توفير معيشة كريمة لهم في مكان لجوئهم حتى تتوفر الظروف المواتية لعودتهم لديارهم؟! وما هي الخطة الأممية الموضوعة من أجل إجبار حكومة ميانمار على منح الروهينغيا حقوقهم المشروعة وتقديم المسؤولين عن جرائم الإبادة للمحاكمة العاجلة؟!..

 

هذه الأسئلة وغيرها الكثير لم يجب عنها المسؤول الدولي البارز وهو أمر اعتدنا عليه عندما يكون الضحايا من المسلمين كما يجري الآن في فلسطين ومن قبل في البوسنة وكوسوفا...

 

السلطات في ميانمار تستغل هذا التراخي في الموقف الدولي وتزيد من ضغوطها على اللاجئين والنازحين من أجل القبول بشروطها المجحفة للعودة ومع ذلك فمسلمي الروهينغيا يصرون حتى هذه اللحظة على موقفهم الرافض لابتزازهم ويطالبون بحقوقهم كاملة رغم كل الصعوبات التي يواجهونها.