مسلمو الغرب وازدواجية التعامل معهم
9 ذو الحجه 1439
زياد الشامي

سلوك ليس بجديد على دول القارة العجوز وازدواجية أضحت صارخة في تعامل الغرب مع المسلمين القاطنين في دياره و وتناقض بات فاضحا بين ما ترفعه الدول الأوروبية من شعارات وبين ما تمارسه من ازدواجية مقيتة على أرض الواقع مع الموحدين على وجه الخصوص .

موقف آخر يؤكد حقيقة سلوك المسلمين الإيجابي في دول الغرب و حادثة جديدة تثبت فاعلية الموحدين وتعايشهم مع المجتمع الأوروبي وقيامهم بواجبهم تجاه قضاياه الاجتماعية والإنسانية.....وسط تجاهل واضح لتلك المواقف إعلاميا وسياسيا وتعتيم ظاهر لتلك السلوكيات الإيجابية في مقابل تضخيم كبير لشائعات وأوهام "خطر" المسلمين على المجتمعات الغربية وتهويل شديد لبعض الحوادث الفردية على دول القارة العجوز .

جرت أحداث الموقف الجديد في بريطانيا في وقت متأخر من الليل حين شاهد إمام مسجد أبو هُريرة في مدينة شيفيلد البريطانية من نافذته المطلة على الشارع دخاناً يخرج بكثافة من نافذة إحدى شقق المبنى المقابل للمسجد في شارع سفرن - وهو سكن لرعاية كبار السن - وفتح النافدة ليسمع ويشاهد فتاة تصرخ لطلب النجدة من حريق شب في شقتهم.

لم يتردد إمام المسجد الشيخ "محمد اليافعي" في الخروج من منزله مهرولا نحو مكان الحادث داعيا الشباب الساكنين في المركز الإسلامي التابع لدار الرعاية الإسلامية للخروج بسرعة لإنقاذ جارتهم وابنتها .

خاطر إمام المسجد وشباب المركز الإسلامي بحياتهم لإنقاذ الفتاة التي تم إنزالها عبر سلم محمول بأيديهم ليتم بعدها إنقاذ والدة الفتاة التي حاولت القفز من النافذة من شدة الخوف وكثرة الدخان .

شكرت المرأة البريطانية - وهي تبكي غير مصدقة أنها نجت هي وابنتها - الإمام والشابين إسماعيل وناصر الذين أنقذوها وابنتها بحرارة لتنتهي الحادثة عند هذا الحد دون أي ضجيج إعلامي أو تسليط الضوء على مثل هذه السلوكيات الإيجابية و المواقف الإنسانية  النبيلة للمسلمين في بريطانيا وغيرها من دول القارة العجوز .

بعد دقيقتين من عملية إنقاذ الفتاة البريطانية وأمها وصلت سيارة المطافئ وتمت السيطرة على الحريق وإطفاء النار وتبعتها سيارة الإسعاف التي اطمأنت على الأم وابنتها وكذلك سيارات الشرطة .

مدير المركز الإسلامي التابع لدار الرعاية الإسلامية في شيفيلد علي البطاطي شكر فور وصوله لمكان الحادث الإمام والشباب الذين شاركوا في عملية الإنقاذ، وناداهم بالأبطال، ثم توجه مع الإمام إلى السيدة "راسل توماس" ليطمئن عليها وابنتها اللتين شكرتاهم كثيراً مرة أخرى على ما قاموا به، والدموع تنهمر من عيناهما، ثم اجتمع سكان المبنى لمواساة الأم وابنتها، وجميعهم من كبار السن، حيث إن المبنى المجاور لمنزلهما عبارة عن سكن لرعاية كبار السن.

أحد الساكنين هناك "بام كوباس" وعمره 75 سنة ويعمل سكرتيراً صحياً في مستشفى الأطفال قال : هذه ليست المرة الأولى التي يقوم أعضاء دار الرعاية الإسلامية بشيفيلد وجيراننا في المسجد بمد العون، ولولا شجاعتهم في هذه الليلة لكانت النساء موتى.

وأضاف بام ابن السيدة راسل توماس : نعم.. كلهم أبطال، ونعتقد أنهم يستحقون التعريف بهم، هؤلاء ناس محبوبون، ودائماً يحاولون مساعدتنا بالخارج كتنظيف الطرق عند هطول الثلوج، وأنا ممنون كثيراً لأعضاء المسجد بما فعلوه لإنقاذ أمي وأختي والساكنين الآخرين.

ليست شهادة "بام" وحدها التي تثبت إيجابية سلوك المسلمين في دول القارة العجوز و تؤكد كذب افتراءات وسائل الإعلام الغربية التي لا تفتأ تكيل الاتهامات للمسلمين وتنشر الشائعات والأكاذيب حول ما تزعم أنه "إرهاب إسلامي" يهدد المجتمعات الأوروبية .

فهذا رجل آخر في الحي البريطاني يشهد للمسلمين بقوله : هؤلاء دائماً يعتنون بجيرانهم ويتأكدون بأنهم بخير، لقد أثبتوا أنهم جيران بما لا يدع مجالاً للشك وفي عدة مناسبات وفي تلك الليلة كانوا أبطالاً محترفين.

قد يستطيع الإعلام الغربي وزعماء الأحزاب الغربية المتطرفة طمس الحقيقة إلى حين وتشويه صورة المسلمين في أعين بعض غيرالمسلمين في دول القارة العجوز والاستمرار في ازدواجيته المقيتة في تضخيم الشائعات وطمس سلوكيات المسلمين الايجابية.....لكنه لن يستطيع وقف زحف انتشار الإسلام بين صفوف مواطنيه الذين يرون بأم أعينهم محاسن الإسلام عبر أخلاق أتباعه .