ناطق رسمي مأذون لـ"جامع": تراجعت أهداف الاحتلال.. الإعلام الإسلامي مقصر ودعمنا محدود.. ترشيدنا واجب أمة (2)
5 ذو القعدة 1429
سارة علي







في الجزء الأول من الحوار استعرضنا من خلاله التعريف بالجبهة وأوجه نشاطاتها المقاومة في العراق ومساحة تحركها والموقف من إيران والصحوة والقاعدة وبقية الفصائل، والأهداف المرحلية.. والآن من خلال الجزء الثاني نواصل مع الناطق المأذون باسم الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية، للتعرف إلى الأوضاع الميدانية والتوقعات المستقبلية وأفق وإستراتيجية المقاومة والأهداف المرحلية، والدعم المالي للمقاومة والإعلام الإسلامي؛ فإلى بقية الحوار:

هل نحن أمام احتلال دائم، ومقاومة دائمة أيضاًَ؟

نود أن نقول أن طريقنا طويلة ، صحيح أن الاحتلال الآن يتخبط في العراق ، ولكن المعركة طويلة والتحديات كثيرة ، ونحن أملنا بالله عظيم ، وعلينا الأخذ بكل الأسباب لرد مشاريعه ولتحقيق العدل ورفع الظلم.

كيف تفسرون الانقسام في واجهة التمثيل السياسي للمقاومة؟

الاختلاف بين فصائل المقاومة هو اختلاف تنوع لا تضاد ، فالكل متفق على الأهداف العامة وهي رد المحتل وتحرير البلد ، وهذا هدفنا الاستراتيجي الرئيس ، أما الخصوصية التنظيمية فهو أمر طبيعي وفيه نوع قوة لكثرة المتغيرات داخل البلد ، والاختلاف في الوسائل لا يعني أننا نختلف في الهدف الاستراتيجي ، ومهمة ترشيد المقاومة في العراق لا تقتصر على أهل العراق ، فمن يملك رأياً أو نصرة فلا يبخل بها علينا.

 

هل يمكنكم القول إن الاحتلال يتقدم ويحقق بعض أهدافه المرحلية بخلاف فصائل المقاومة؟

الاحتلال تغيرت بعض من أهدافه وتأخرت أخرى وتراجع عن بعضها ، أما المقاومة فهي اليوم انتقلت إلى مرحلة متقدمة ، والمحتل يفكر في الانسحاب ليجد لنفسه مخرجا ، فهو الآن يتردد بين الاستقرار وبين الخروج ، ولذلك كان علينا أن نعيد ترتيب داخلنا التنظيمي وترشيد نظرتنا الواقعية بما ينسجم ونوع التحدي وطبيعة المتغيرات

ويمكننا أن نحلل طبيعة مصدر هذا السؤال ، فقد جاء نتيجة للغياب الإعلامي لها .. والجواب سهل يصل إليه كل باحث ، فيكفيك أن تدخل إلى مواقع الفصائل لتجد عندنا وعند غيرنا العديد من العمليات التي لم تبثها القنوات الفضائية ، فغياب السند الإعلامي يجعل من تلك الأسئلة محط إثارة واهتمام .. علما أن الجواب عليها واضح من خلال العمليات الجهادية ومتغيرات الاحتلال.

 

كيف تنظرون إلى الإعلام المقاوم؟ وهل أنتم راضون عن أدائه؟

هو ما أجبنا عنه في السؤال السابق ، نحن نفتقد إلى التأييد الإعلامي ، ونريد أن تطبق الجهات الإعلامية معايير المهنية والموضوعية في التعامل مع المقاومة ، وإعلام المقاومة هو إعلام منظور حقيقي تظهر فيه آثار المقاومة من خلال الصورة ، أما إعلام الاحتلال فهو إعلام يفتقد إلى الصورة رغم أن هوليود تقف وراءه !! ورغم ذلك يقال عن إعلام المقاومة بعد عرض اللقطات (لم يتسنَ التأكد من مصدر مستقل)... !! أما إعلام المحتل الذي يفتقد إلى الصورة المعبرة وإلى المصداقية من أيام أسلحة الدمار الشامل ، يطرح كأنه موثوق به ومسلم بمصداقيته ، والكل يتفق بأن الحكومة الأميركية تفتقد إلى المصداقية بعكس إعلام المقاومة.

 

ما الذي يرتجيه المقاومون من الإعلام الإسلامي عموماً؟ وهل أنتم تتطلعون إلى مزيد من الاهتمام؟

الواجب الشرعي تجاه القضية العراقية نصرة المسلم لأخيه المسلم .. ونقول أن الإعلام الغربي سبق الإعلام الإسلامي بالاتصال والتحدث عن المقاومة، واليوم على الإعلام الإسلامي أن يسدد المشروع الجهادي بالتأييد والنصرة ونشر الخبر .. فنحن نتحدث عن تجربة قاربت الخمس سنين من عمر الاحتلال وعمر المقاومة.

 

هل تشعرون بأن الاهتمام العربي بالقضية العراقية قد فتر نوعاً ما، وأنكم بحاجة إلى مزيد من ضخ الدم في عروقه؟

لا ننكر جهاد كل من قام بنصرة القضية العراقية وهو جهد أفراد جزاهم الله عنا خير الجزاء، ولكن جهاد المؤسسات هو ضعيف أو يكاد يكون معدوماً تجاه القضية العراقية .. وعلى الإعلام الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً أن يعيد النظر بالقضية العراقية وأن يكون أداة ترشيد لها وأن يظهر الاهتمام الفعلي بها.

كيف إذن؟

يتحقق ذلك بما يلي:

          1- نشر ظلم الاحتلال للشعب العراقي ، ومراعاة عنصر التكثيف الإعلامي بذلك.

          2- نشر أخبار المقاومة العراقية والتفريق بينها وبين من يوغل بدماء العراقيين.

          3- كما نالت قضية نصرة النبي من الرسوم المسيئة ، فإن قضية حرق مساجد بغداد وحرق المصاحف وقتل العلماء لا تقل إساءة إلى الدين من هذه الرسوم ، وفعل العصابات الصفوية هي أكثر إساءة وظلم لشرع النبي صلى الله عليه وسلم ، لكننا لا نجد أحداً يقوم بحملة لنصرة مساجد العراق وأهل العراق .. والله حسبنا وهو ولينا.

          4- التأكيد على فكر المقاومة وعدل الجهاد ، فهو سنام الأمة ، ولو ضعف لذلت الأمة ، ونحن اليوم بأشد الحاجة إلى إحياء روح الجهاد والرفض للمحتل في نفوس أبنائنا.

          5- ربط القضية العراقية بالمشروع الصهيوني في المنطقة ، ومن المعلوم أن بغداد ما احتلت إلا لتنام وتأمن تل أبيب ، ونحن تقول بأن طريق تحرير القدس يبدأ من بغداد ، ولن يخذل العراق أرض فلسطين.

ما هي مطالبكم وإستراتيجيتكم للمستقبل ؟

مطلبنا الرئيس : تحرير العراق من كل احتلال وأن يعود حراً قوياً له مكانته في المنطقة ... وكل إستراتيجية لا تخدم هذا الهدف فهي إستراتيجية معارضة ومعادية لهذا الهدف ، ومن واجبنا الشرعي أن نسعى لذلك كمسلمين مجاهدين صابرين حتى يقضي الله أمره وهو حسبنا وحده.

 كيف تقرؤون واقع العراق اليوم وما هو الحل للخروج من عنق الزجاجة؟

هي زجاجة من صنع الاحتلال ، وليس من الضرورة أن يتحقق الخروج من عنق صنعة المحتل ، بل بجمع كل مقدراتنا وقوانا لتحرير العراق ... وواقع العراق لا يمكن أن تنفرد جهة بمهمة تغييره ، فيجب على كل المخلصين اليوم أن تتضافر جهودهم لتغير ما أصابنا ، وعلى المقاومة أن تكون نواة لتجميع العراقيين حولها وقيادتهم.

ما هي حجم الخسائر التي لحقت بالاحتلال الأميركي ؟ وهل انتم راضون عن النتائج التي حصلتم عليها وما هو حجم التضحيات التي قدمتموها ؟

الأصل في الجهاد هو تحقيق النكاية ، وكثرة القتل في العدو وجه من وجوه النكاية ، ونحن نقول والحمد لله أن النكاية تحققت ، والأصل أن تستمر النكاية ولا تتوقف وتأخذ صوراًَ متعددة ، فلا زالت المعركة قائمة ومستمرة .. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

 من أين تحصلون على دعمكم المادي ؟

دعمنا المادي هو دعم ذاتي مع وجود مخلصين يقدمون ما يستطيعون .. نعم، نمر بأزمات ولكن الله يسدد (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ).. ونحن موقنون إن الاحتلال الاقتصادي هو مرحلة مهمة يريد أن يصل إليها المحتل ، والصراع الاقتصادي هو وجه من وجوه الجهاد ، فيجب أن نصل إلى مستوى عالي من القدرة على مجابهة هذا التحدي.

 

ما العقبات التي تقف بوجه عملكم ضد المحتل ؟

المحتل يملك مقدرات عدة ويحاول أن يغير من وجهه القبيح في العراق ، ونحن بحاجة دوماً إلى قراءة أفعاله والتعامل معه بشكل يقاوم مشاريعه اليوم، ليهاجمها مستقبلا ... وأقولها للأسف : أن الدور العربي الرسمي المساند للشعب العراقي هو دور ضعيف لا يرقى بمجموعه إلى الدور الإيراني ، فإننا نقاتل المحتل على أرض العراق ونبذل ما بوسعنا ، ولا قدر الله لو انهار الجهاد بالعراق فلن تقف أميركا عند حدود العراق ، ولن تقف إيران عند حدود الخليج ، وقدرنا أن نجاهد اليوم ولا نصير لنا إلا الله.

أسباب تقلص عمليات المقاومة العراقية بالفترة الأخيرة هل يمكن أن نعزوها إلى نجاح الحكومة العراقية والاحتلال في الحد منها أم هي رؤى استتراتيجية ؟

إن العمليات تحولت إلى نوعية بدل الكمية ، والمحتل قلل من وجوده في الشارع العراقي ، فالعمليات قد تخفت فترة ولكنها سرعان ما تعود وتقوى لكون المقاومة تتعامل مع مبدأ النكاية لتحقيق الأثر ، والجهاد الفلسطيني خير أثر على مدى تحقيق النكاية رغم قلة العمليات مقارنة مع الواقع العراقي.

 شاع في وسائل الإعلام عن توحد جهات وفصائل من المقاومة العراقية أين موقعكم من ذلك ؟

موقعنا في المجلس السياسي معروف ، وتنسيقنا مع الفصائل التي خارج المجلس لا زال قائماً ، ونحن نسعى إلى توحيد الجهود وإن تعددت الوسائل واستقلت الهياكل التنظيمية لوجود ضرورة أمنية وخصوصية مرحلية.

هل هناك من يؤيد عملكم بالعراق ويعمل معه من أبناء الشعب العراقي وعلى من تعولون وتستندون في ذلك ؟

المحضن الرئيس لنا هو الشعب العراقي ، وهو يملك وعياً لخطر الاحتلال .. ولذلك نحن نلقى تأييداً والحمد لله ، فرغم استمرار عملياتنا والحمد لله فإن الاحتلال عاجز عن الوصول لنا رغم جيش العملاء المتوفر لديه ، ونحن نصل له بقوة الله .. فنحن نملك الأرض، وما نملكه من مؤيدين والحمد لله يفوق ما يملكه المحتل من تأييد.. وهذا يعطينا بعداً استراتيجيا للاستمرار ، فالشارع مؤيد لنا ، والاحتلال يهرب إلى سجون جديدة اسمها القواعد .. وبقوة الله سنصل إليه.

 كلمة أخيرة تودون توجيهها ولمن ؟

الواجب الشرعي علينا هو دفع المحتل وجهاده .. فإذا انتصرنا فالفضل لله وحده ، وان استشهدنا فدماؤنا فداء للدين .. والجهاد ماض بنا أو بغيرنا ، وهو كره لمن يسلك هذا الطريق في زمن المغريات والتحديات والراحة .. فالطريق طويلة ، والنصر مع الصبر ، وخاتمته رب غفور وجوار نبي كريم ( صلى الله عليه وسلم ) وجنة عرضها السموات والأرض .. فلو تخلى الناس عنا فنحن قد التجأنا إلى الله فهو لن يتخلى عن من يتولى ، حاشاه .. والمحتل سيخرج عاجلاً أو آجلاً ، ولكن المواقف تذكر ، وربٌ يسدد وتاريخ يسجل .. وسيبقى العراق مسلماً عزيزاً حراً .. وأولى خطى تحرير القدس تبدأ من بغداد ، ولنا أجرها وأجر من سار عليها إلى يوم القيامة .. فمن أراد أن يسجل موقفاً فلنفسه ولدينه ، وليعلم أنه جهاد نصر أو استشهاد .. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .