تاب صدام ولم يتبْ الأذناب!!
1 ذو الحجه 1429
المسلم - خاص

جاء صدام حسين إلى السلطة من خلال حزب البعث العلماني المناوئ للإسلام جملة وتفصيلاً، بل إنه حزب نشأ على أيدي أبناء الأقليات وبقي تحت سيطرتهم الفعلية،بذريعة الشعار الهدام:"الدين لله والوطن للجميع". وقد استهل نظام البعث العراقي  نظام سنواته الدموية العجاف بقتل علماء أهل السنة من أمثال الشيخ عبد العزيز البدري-رحمه الله-.وكان عراق البعث هو الدولة العربية الوحيدة التي ألغت تعليم الدين من مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي!!!

 

أما على المستوى الفردي فما من منصفٍ يجحد أن صدام حسين رحل عن الدنيا بعد أن تلفظ بالشهادتين مزدرياً عصابات الصفويين المحيطين به،ومنعهم حقدُهم الدفين على الإسلام والمسلمين من تحمل الرجل وهو يكرر النطق بالشهادتين.والفارق شاسع بين توبة شخص وتبدل حزب أو أوبة جماعة معينة.ففلول البعثيين لا ينتظمها موقف واحد شامل،فهناك من أيقظه حقد المجوس من سباته فعاد إلى دينه تائباً نادماً على سنوات التيه الأليمة،وأثبت بعض هؤلاء صدقهم عبر الجهاد لطرد الاحتلال المزدوج:الصليبي/الصفوي،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وفي المقابل وجد الرافضة المتدثرون بعباءة البعث فرصتهم السانحة في الغزو فجهروا بهويتهم الحقيقية وعاثوا في الأرض فساداً،وتعاونوا مع أعداء البلد وغاصبيه ضد بني جلدتهم،بل ضد"رفاق"الدرب في الحزب البائد!!

 

غير أن نفراً من  بعث العراق من ذوي الجذور المسلمة،أصروا على غيّهم،وحال الكبر بينهم وبين مراجعة النفس لتصحيح مسيرتهم المنحرفة.وربما كان عبد الجبار الكبيسي نموذجاً معبّراً عن هذه الفئة،وبخاصة من خلال مشاركاته في قناة المستقلة،وتحديداً في برنامجها العجيب الغريب:"الحلم العربي"،والذي يشغلون الناس فيه عن مشكلات أمتهم ويميّع المفاهيم والمصطلحات،باسم انتخابات افتراضية لاختيار نهج من يحكم  "الولايات العربية المتحدة"-الافتراضية كذلك!!-.وحسناً فعل أحد المتداخلين هاتفياً عندما سأل محمد الهاشمي:لماذا وضعتم ثمانية خيارات متنوعة،ولم تجعلوا من بينها خيار الحكم بالكتاب والسنة أو تجديد نهج الخلافة الراشدة؟

 

المهم أن حالة الكبيسي التي يحار أمامها العاقل فلا يدري أَيُشفق على مرض هذه الفئة الذي عجزت الجراحة القاسية عن شفائه، أم يغضب لبلادتها إلى درجة استغراقها في النوم بالرغم من القنابل التي توقظ الجماد،أم يعدّ بقاء هذه الفئة المحدودة عدداً وتأثيراً مؤشراًوعلامة على عافية الجسم العام للأمة؟

 

الكبيسي الذي أرغى وأزبد وعرض "ثروته"اليتيمة:الشتائم التي يوزعها يمنة ويسرة على جميع مخالفيه،لم يكن ليجد منبراً لتسويق البذاءة لولا الهاشمي-غفر الله لنا وله-،وعلى الأقل لم يعد هناك بعث في العراق،وإذا لم يكن هنالك مفر من وجود ممثل لهذا الفكر العقيم،فلماذا لا يكون من بعث سوريا الذي ما زال في السلطة؟

 

والكبيسي الذي قال في إيران الصفوية وأحقادها القديمة/الجديدة على العرب بعامة وعلى العراق بخاصة،نكص على عقبيه وأبى إلا أن يكشف عن المعدن"البعثي"الرخيص،الذي تربى عليه أولئك البائسون.فقد قال بكل صلف وجهالة:إذا كنا سنختار بين الوهابيين وإيران فلا شك في أننا نفضّل إيران على هؤلاء!!!

 

وهذا مجرد حالة تدل على الحصاد المُرّ لمذاهب التغريب التي حاول الغرب فرضها في الفترة الاستعمارية المباشرة،فلما أخفق بكل ما لديه من تفوق عسكري ومادي وبرغم سياسته القمعية الهمجية،ترك البذور الخبيثة في عهدة أوليائه وشياطينه ممن ينطقون بلساننا لكن قلوبهم مع العدو،وهي مساعٍ لم تُفْلح كذلك بالرغم من قسوتها ووحشيتها،بدليل عودة الغرب الصليبي إلى الغزو العسكري المباشر بعد إخفاق الأتباع والأذناب في مهمتهم الترويضية لأمتهم.