يا شبل غزة
8 محرم 1430
أيمن جمال الدين













 

 

 

 

 

 

يا شبلَ غزةَ

يا بقايا الفاتحينْ

مهما علا صوتُ الأنينْ

سيظلُّ صوتُك شامخاً

كالصامدينْ

حتى متى يا أمتي تتخاذلين؟

*****

سحبُ المَنُونِ تسللتْ

بين الدُخَانْ

وقذائفُ اللهبِ الكئيبِ

تغلغلت بين المآذنْ

واندكَّ محرابٌ حزينْ

في قلبِ غزةَ يشتكي

للهِ ربِّ العالمينْ

ويقول في صدق مُبينْ:

المسلمون تنكروا للساجدين

ورأوا بأعينهم لهيب الظالمين

ينصب فوق رؤوسنا

في كل حين

وبقوا هنالك صامتين

*****

أطيارُ غزةَ تشتكي

خُذلانَنَا

ويموتُ فوق الغُصنِ

عصفورٌ حزينْ

فإلى متى يا أمتي تتخاذلين؟

 

*****

صخَبٌ هُنا..

وهناك عِرضٌ مُستباحْ

خُطَبٌ وتنديدٌ

وشجبٌ أو صياحْ

وهناكَ دمٌّ سالَ

في كل البِطاحْ

والأمةُ الخرساءُ

لا تبغي الكفاح

أقصى أمانيها قرارٌ مستكينْ

يدعو اليهودَ الغاصبينْ

للصبرِ حتى ندفنَ الموتى

ونبحثِ عن قبورٍ

للضحايا الآخرينْ

 

****

يا شبلَ غزةَ

لا تسل عن جيشنا

ما عادَ يحيينا الأنين

فالسيفُ مغلولٌ

ونصلُ الرمحِ

مكسورٌ حزينْ

 

*****

يا شبل غزة

يا بقايا الفاتحين

لا تستكين..

فترابُ غزةَ

ذلكَ الحرُّ الأمين

أضحى جِناناً تُنْبِتَ

العِزَّ المُبينَ

سالت على ذراتهِ

عبر السنين

أنهار دمع الساجدينْ

وروتْ سنابِلَهُ

دماءُ الصامدينْ